الرئيسية مقالات "بيّاع المآتم"-منع من النشر

"بيّاع المآتم"-منع من النشر

3259

أحمد حسن الزعبي

مقال الخميس 25-9-2014 النص الأصلي

في ستينيات القرن الماضي حَبَكَ "الأخوين رحباني" حكاية  ولا أجمل تخلّدت بجملها وأغانيها وأحداثها من خلال مسرحية بيّاع الخواتم..

 فكرة المسرحية – لمن لم يشاهدها من الجيل الجديد- مبنية على ضيعة متخيّلة ، يقوم المختار "نصري شمس الدين" باختراع شخصية وهمية اسماها "راجح" ليقنع  أهل الضيعة ببطولته وأحقيته في "المخترة" ،حتى صار  في كل جلسة يروي لهم عن راجح المجرم الخطير الذي يعادي الضيعة ويهدد سكانها..لكن بطولته كمختار كانت تهزم شرور راجح وتحول دون سيطرته وارهاب هذا الغريب.

 ومن خلال أحداث المسرحية يعترف المختار لابنة اخته ريما "فيروز" ان قصة راجح ،قصة وهمية اخترعها هو ليسلي أهل الضيعة وليبقوا دائماً بحاجته ويمتنّون لقوته وحمايته..ولأن أحداً لم يصادف راجح الا المختار نفسه فقد شكّ الشابان "فضلو وعيد" بمصداقية مختارهم ، لذا استغلا الفرصة ووضعا قائمة بالجرائم التي ينوون تنفيذها وإسنادها للشخصية الوهمية (راجح)..فأطلقا الماعز من المزارع، وعبثا بالبساتين ، وسرقا أشياء أخرى ، وبدأوا  ببث المزيد من الشائعات عن راجح بين أهالي الضيعة.

وفي "عيد العزّابي"...المناسبة السنوية التي تقترن فيها الصبايا بمن يحببن من الشباب ، كان عدد الشباب أقل بواحد من عدد الصبايا، مما يعني أن صبية ستبقى عزباء ، فتخبر  العرافة فيروز أنها ستكون هي "العزباء" الوحيدة في الضيعة فحزنت ريما وغنّت الأغنية المشهور "يا بياع الخواتم"...

المهم واختصاراً للقصة، وفي غمرة الاحتفال بعيد العزّابي ، اضطربت الضيعة عندما ظهر شخص ضخم الجثة ادّعى انه راجح الحقيقي وطلب مقابلة المختار، نصحته فيروز الا يقابل خالها  كي لا يلحق به الأذى الا انه أصر على مقابلته ... ليتبين أن راجح ليس الا بيّاع الخواتم المسالم ..وأنه قصد الضيعة في عيد العزابي بالتحديد ليهدي العرسان من بضاعته، فانكشفت أفعال "عيد وفضلو" اللذان كان يختبئان خلف الوهم المرعب "راجح"...في نهاية المسرحية طلب بيّاع الخواتم يد ريما لأحد أبنائه...فوافقت فيروز فقط من أجل:"أن تبقى كذبة راجح كذبة"...انتهت القصة...

في السياسة الدولية  تماما كما في المسرحية...هناك مختار وهناك راجح ،فحتى تبقى أهمية القوى العظمى وتبرز بطولتها لا بد من اختيار عدو من ظلام تتخلص منه بالظلام ليمتن العالم لقوتها وحمايتها...يبقى الفارق الوحيد ان في المسرحية الغنائية هناك "بياع خواتم"..وفي المسرحية البكائية العالمية هناك "بيّاع للمآتم"...أتساءل كم الف قتيل بريء سيسقط  في المنطقة ليحاربوا راجح "الداعشي"..!!

احمد حسن الزعبي

 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا