الرئيسية مقالات البحر الميت يتنفس بقلم الاستاذ مطلب العبادي

البحر الميت يتنفس بقلم الاستاذ مطلب العبادي

2802

    download (5)   البحر الميت يتنفس مررت بجانبك ورأيت الاملاح مدببة كأنها المسامير ، رأيت شاطئك الجميل يبتعد قليلا ، أمواجك ما عادت عاتية تتكسر ، هدوءك كاد يقتل الناظر إليه ، أسمع توقعات البشر شعرا ونثرا أن زوالك حاصل لا محالة ، تحدثني خلجات نفسي ، أُرثيك ام أنظر إليك وأبكيك ، وفي لحظة من توارد الخواطر والأفكار خلتك تتحرك نحوي وتقترب أكثر فأكثر ،وكدت تغرقني بين أجنحة أمواجك ، قلت في نسي إنك ترفض الموت وأن اسمك الميت ما عاد بصمة على سطحك. ناموس الكون يُحتم على كل كائن حق الحياة ولو كان اسمه ميتا ، الإنسان والحيوان والحشرات والنباتات ، والنملة الصماء في الليلة الظلماء تعيش بإرادة لا يدركها الإنسان ، العواصف والكوارث والبراكين والزلازل تهلك حرثا ونسلا وتترك آخرين يسمعون بذلك ، ويشاهدون صورا ورسوما تنتهي عندهم ساعة اللهو والفرح والمرح ، بل ساعة إدارة مفتاح وسيلة التلقي الاجتماعية . من نافذة منزلي سيل من الماء العرمرم والذي يشتد ساعة ويتعكر ويصفو أخرى تابعا إيقاع سقوط حبات المطر ، حدثتُ نفسي إلى أين منتهى سفر هذه القطرات التي تجمعت من غير موعد ، إلى باطن الأرض العطشى… ام إلى سدود البشر ، ماذا لو امتلأت ؟، لو طفقت؟… لو انهارت ؟…، مصير هذه القطرات هناك عند الحفرة الإنهدامية التي جلستُ بجانبها أتأملها كيف تموت . لن يستطيع كائن من كان تحديد نهايته أو نهاية غيره ، والأمثلة كثيرة ، فلان حدد الاطباء حياته بشهرين وعاش سنتين ، وفلان كان يجلس بيننا تحدث بآخر كلمة متأملا ومنتظرا سفرا في اليوم التالي إلى منتجع سياحي ،فغادر الحياة من فوره ،الماء المنهمر على يومين ، ما الذي يمنعه الآن وغدا أن ينهمر أيام وليالي ، ويسقي ملحك يا بحرنا التاريخي العظيم ، يا أيها الميت بين الاموات ،بل الحي بينهم ، أيها البحر القابع بين جبال الوطن الواحد ، أعرف حزنك العميق ودموعك المالحة والتي تنطق بالرفض لكل غريب يجاور شاطئك الجميل ، ولكل متخاذل بجانبك ،أيها البحر العميق لن يحدد نهايتك أحد غير الواحد الاحد . مطلب العبادي




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا