موجة هوائية قطبية شديدة البرودة تتجه نحو تركيا… هل تمتد تأثيراتها الثلجية إلى بلاد الشام؟

البلقاء اليوم - تتجه الأنظار صوب شرق القارة الأوروبية التي تتأهب لاستقبال "كتلة قطبية ضخمة".
في ظاهرة مناخية معقدة تلقي بظلالها على الطقس في نصف الكرة الشمالي، تتجه الأنظار صوب شرق القارة الأوروبية التي تتأهب لاستقبال "كتلة قطبية ضخمة" وقارسة البرودة خلال الأيام الأخيرة من هذا العام.
هذا التطور أثار تساؤلات عدة في الشارع الشامي حول إمكانية وصول "الزائر الأبيض" إلى المنطقة.
"الاحترار المفاجئ".. شرارة الانقسام
وأرجع خبراء "طقس العرب" سبب هذا الاندفاع القطبي إلى ما شهدته الدوامة القطبية الشمالية مؤخرا من حالة "احترار مفاجئ"، وهو ما أدى إلى حدوث انقسامات متعددة في بنيتها.
هذه الانقسامات أفرزت في السابق تكدسا للهواء القطبي فوق الولايات المتحدة، والآن يتحول المسار ليدفع بكتلة هوائية قادمة مباشرة من سيبيريا وروسيا نحو شرق أوروبا.
تركيا وشرق أوروبا.. تحت وطأة التجمد
وتظهر نواتج المحاكاة الحاسوبية تشكل مرتفع جوي "عنيد" وضخم فوق مناطق واسعة من غرب وشمال غرب القارة الأوروبية.
وهذا المرتفع يلعب دور "الحائط"، مجبرا الكتلة القطبية على الانحدار نحو شرق القارة والأراضي التركية.
ومن المتوقع أن تسجل تلك المناطق أجواء قارسة البرودة، مع انخفاض حاد في درجات الحرارة لتصبح "دون الصفر المئوي" بعدة درجات، مترافقة مع تساقط كثيف للثلوج، واضطرابات واسعة في حركة النقل والملاحة البحرية في البحر الأسود بفعل الرياح العاتية.
لماذا لا تتعمق نحو بلاد الشام؟
ورغم قوة الكتلة، يجيب المختصون الجويون بأن وصولها إلى شرق المتوسط بشكل كامل (لتشمل الأردن وفلسطين) دونها عقبات ديناميكية.
ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى "زاوية تمركز المرتفع الجوي" في غرب أوروبا؛ إذ إن موقعه لا يسمح للكتلة القطبية بالتعمق بالقدر الكافي نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط لتوليد منخفض قطبي عميق وشامل.
وأشار "طقس العرب" إلى أن الأرشيف المناخي يزخر بحالات مماثلة؛ حيث تصل الكتل القطبية إلى تخوم المنطقة (تركيا) دون أن تتمكن من العبور الكامل نحو الجنوب.
تأثيرات "انتقائية".. الثلوج تزور دمشق وبيروت
وعلى الرغم من عدم التعمق الشامل، إلا أن أطراف هذه الكتلة الضخمة ستلقي بظلالها على الجزء الشمالي من بلاد الشام.
"سوريا ولبنان" ستكون هاتان الدولتان في مرمى التأثيرات المباشرة؛ حيث يتوقع تساقط الثلوج فوق العديد من المرتفعات الجبلية في سوريا ولبنان، بما في ذلك أعالي العاصمة السورية دمشق، كما هو معتاد في مثل هذه الوضعيات الجوية.
"الأردن وفلسطين" تشير التوقعات إلى بقائهما بعيدتين نسبيا عن "قلب" الكتلة القطبية، مما يعني أن الأجواء ستكون باردة وماطرة (تأثرا بمنخفضات اعتيادية) دون التعرض لعاصفة ثلجية شاملة من هذا النظام الجوي المحدد.