الرئيسية مقالات أحبَبناكَ يَا مُعَاذُ [ كَلِمَاتٌ للحُبِّ والعَزََاءِ ] بقلم -الأب إبراهيم بطارسه

أحبَبناكَ يَا مُعَاذُ [ كَلِمَاتٌ للحُبِّ والعَزََاءِ ] بقلم -الأب إبراهيم بطارسه

3425

  10473966_416627461834265_1276264588026006259_n     أحبَبناكَ يَا مُعَاذُ [ كَلِمَاتٌ للحُبِّ والعَزََاءِ ] الأب إبراهيم بطارسه                                                                                                                                                                                                                                                                               أَحبَبنَاكَ، يا مُعَاذُ، عَلَى البُعدِ والغِيَابِ، جَزِيلاً. فالحُبُّ لا يُعَطِّلُهُ البُعدُ، ولا يُبَدِّلُهُ الغِيَابُ. أَحبَبنَاكَ، ونَحنُ مُختَلِفُونَ دَارَاً، وطَوَّقنَاكَ، عَلَى اختِلافِ الدَّار،ِ إِعجَابَاً وإِكبَارَاً. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، جَزِيلاَ، ونَحنُ مُختَلِفُونَ قُرآنَاً وإِنجِيلاً. واللهُ عَلَى مَا نَقُولُ شَهِيدٌ. فالحُبُّ دِينٌ مِن نَوعٍ آخَر، لا يَعرِفُ حُدُودَاً ولا قُيُودَاً. والنَّاسُ عَلَى هَذَا الدِّينِ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ لا يَختَلِفُون. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، سِرَّاً للبُطُولَةِ والرُّجُولَةِ والشَّهَامَةِ والكَرَامَةِ والوَفَاءِ، وعُنوَانَاً للمَحَبَّةِ والمَوَدَّةِ والأُخُوَّةِ والصَّفَاءِ، ورَمزَاً للنُّبلِ والبَذلِ والتَّفَانِي بغَيرِ حِسَابٍ، وأُمثُولَةً نَادِرَةً فِي عَطَاءِ الحَيَاةِ بغَيرِ استِبقَاءٍ. وعَطَاءُ الحَيَاةِ فَوقَ كُلَّ عَطَاءٍ، وأَقصَرُ الطُّرُقِ إِلَى المَجدِ والبَقَاءِ. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، مُعَاذَاً. فالمُعَاذُ مَن أُعِيذَ باللهِ مِن الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، ومِن العُيُوبِ والذُّنُوبِ. فكُنتَ مِن اللهِ مَحبُوبَاً ومَحفُوظَاً. وكُنتَ للوَطَنِ العَظِيمِ، عَلَى مَا يُحِبُّ (( زِينَةُ المُلُوكِ )) و يَشتَهِي، المَلِكُ عَبدُ اللهِ الثَّانِي المُعَّظَمُ، (( أَيقُونَةً )) تَارِيخِيَّةً مَجِيدَةً فريدة مُقَدَّسَةً، تَرعَاهَا كُلُّ العُيُونُ، وتَحرُسُهَا كُلُّ القُلُوبِ. والنَّاسُ يُعَلِّقُونَهَا زِينَةً غَالِيَةً فِي صُدُورِ المَنَازِلِ، ورَايَةً عَالِيَةً فِي صُدُورِ المَجَاِسِ والمَحَافِلِ، وأَوسِمَةً فَاخِرَةً مُبَارَكَةً عَلَى كُلِّ الصُّدُورِ. ويُبَاهُونَ بهَا الدُّنيَا بَأَسرِهَا. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، لأَنَّكَ وُلِدتَ، َمِن دُونِ النَّاسِ، مَرَّتَين: مَرَّةً بالوِلادَةِ للحَيَاةِ الَّتِي تَمُوتُ. فكُنتَ فِي الدِّفَاعِ عَن الدِّينِ الحَنِيفِ والوَطَنِ، وفِي الوَلاءِ لقَائِدِهِ المَحبُوبِ والمَوهُوبِ، وفِي الذَّودِ عَن المُوَاطِنِين مِن كُلِّ طَائِفَةٍ ودِينٍ، بَطَلاً جَبَّارَاً، وطَيَّارَاً طَاهِرَاً مُظَفَّرَاً مِغوَارَاً، وصَقرَاً مُحَلِّقَاً إِلَى مَا لا تَستَطِيعُ الصُّقُورُ إِلَيهِ وُصُولاً. وأنت لا تَهَابُ قَيدَاً ولا سَيفَاً ولا نَارَاً. ومَرَّةً يالشَّهَادَةِ للحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُ. فكُنتَ شَهِيدَاً مِن الخَالِدِين. وكُنتَ للشُّهَدَاءِ المَاجِدِينَ إِمَامَاً. والشُّهَدَاءُ، وإِن قُتِلُوا، أو حُرِقُوا، فإِنََّهُم لا يَمُوتُون. لا يَمُوتُون لأََنَّهُم يَشهَدُون للحَقِّ. إِن لَمْ يكَُنْ بحَيَاتِهِم، فبدِمَائِهِم. فالحَقُّ الَّذِي لَهُ يَشهَدُون لا يَمُوتُ، ومَوتُ الشُّهَدَاءِ لا يَكُونُ إِلاَّ مَجِيدَاً. وكُنتَ فِي الحَالَتَين مُعَاذَاً مُبَارَكَاً. وكُنتَ بمُفرَدِكَ أُمَّةً مَاجِدَةً، نَسلُهَا لا يَنقَطِعُ. وذِكرُهَا لا يَزُولُ. فدَمُكَ الزَّكِيُّ، وإِن كَرِهَ الفَاسِقُون، بذَارٌ للشُّهَدَاءِ، ونَارٌ عََلََى الأَعدَاءِ، ولَعنَةٌ عَلَى القَومِ الطَّالِمِين. ومَن كَانَ عَلَى هَذَا السِّرَاطِ العَظِيمِ مُقِيمَاً، فلا خَوفٌ عَلَيهِ ولا حَزَنٌ ولا اضطِرَابٌ. أَحبَبنَاكَ، يا مُعَاذُ، لأَنَّكَ عَلَّمتَنَا أَن نَكُونَ فِي حُبِّ الحَيَاةِ، وفِي حَيَاةِ الحُبِّ (( مُعَاذَاً )). فمَن لَمْ يَكُنْ مُحِبَّاً لأَهلِهِ وقَومِهِ ومَلِيكِهِ ووَطَنِهِ، حَتَّى عَطَاءِ الذَّاتِ والحَيَاةِ، فلا يَكُونُ عِندَ اللهِ (( مُعَاذَاً )). ومَن لَمْ يَكُنْ لدِينِهِ حَافِظَاً، ولَمْ يَجعَلْ الدِّينَ عِندَهُ حَيَاةً، والحَيَاةَ دِينَاً، والدِّينُ رَحمَةً وسَلامَاًِ، فلا يَكُونُ عِندَ اللهِ (( مُعَاذَاً )). ومَن لَمْ يَكُنْ مُستَعِدَّاً للمَوتِ، إِذَا أَقبَلَ، وهو لا يَحسَبُ للنَّارِ والحَدِيدِ حِسَابَاً، ليَحيَا بمَوتِهِ الآخَرُون، ويَكُونُ الوَطَنُ بمَوتِهِ نَاجِيَاً ، فلا يَكُونُ عنِدَ اللهِ (( معاذا )). والمُعَاذُ مَن كَانَ بنِعمَةِ رَبِّهِ خاليا مِن السُّوءِ، نَاجِيَاً مِن الأَذَى، سَعِيدَاً عًلًى البًذلِ والعَطَاءِ، رَضِيَاً، مُبَارَكَاً. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، لأَنَّكَ ذَهَبتَ إِلَى سَاحِ الوَغَى، مُزَوَّدَاً بالحُبِّ، مُسَلَّحَاً بالعَزِيمَةِ والإِيمَانِ، لتُحَارِبَ أَهلَ الكُفرِ والطُّغيَانِِ، مِمَّن خَلَتْ قُلُوبُهُم مِن كُلِّ عَاطِفَةِ شَرَفٍ ودِينٍ، ومِمَّن يَذبَحُونَ النَّاسَ بالسَّكَاكِين. ويُكَبِّرُونَ عِندَ أَعنَاقِهِم. ويَقُولُونَ (( ذَلِكَ دِينُ اللهِ الحَنِيفُ )). وفَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ دِينَ اللهِ لا يَكُونُ بالسَّكَاكِينِ حَنِيفَاً. وشَاءَت الأَقدَارُ، وأَنتَ مَاضٍ لتَدُكَّ مَعَاقِلَ الكُفَّارِ، أَن تَهبِطَ إِلَى الأَرضِ اضطِرَارَاً. فظَنُّوكَ أَسِيرَاً. لكِنَّهُم كَانُوا هُمُ الأَسرَى، يُقَيِّدُهُم كُفرُهُم، ويُكَبِّلُهُم طُغيَانُهُم. ظَنُّوكَ مَكسُورَ الجَنَاحَين، وأَنتَ، عَلَى الشَّهَادَِةِ مُحَلِّقٌ بأَنَفَةٍ وكِريَاء فَوقَ كُلِّ أَرضٍ وسَمَاءٍ. وقَد فَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ وَرَاءَكَ جَيشَاً عَرَمرَمَاً مِغوَارَاَ، يَقُودُهُ بَطَلُ الأَبطَالِ، وزِينَةُ الأَجيَالِ، المَلِكُ عَبدُ اللهِ الثَّانِي المُعَظَّمُ. وأَنَّ هَذَا الجَيشَ العَظِيمَ يُنجِبُ عَلَى المَدَى أَبطَالاً عُظَمَاءَ، لا يَرهَبُونَ قَيدَاً ولا سَيفَاً ولا نَارَاً. وهُم يَنتَقِمُونَ لَكَ مِن دُعَاةِ الإِفكِ الفَاسِقِين. بضَرَبَاتٍ مُزَلزِلاتٍ، انتِقَامَاَ جَمِيلاً مُدَبَّرَاً. واعتقدوا أَنَّهُم حَرَقُوكَ إِلَى الأَبَدِ. وأَنَّهُم حَذَفُوا اسمَكَ مِن سِغرِ الحَيَاةِ. ومَا حَرَقُوا إِلاَّ أَنفُسَهُم. ومَا حَذَفُوا مِن سِفرِ الحَيَاةِ إِلاَّ أَسمَاءَهُم. وكَانُوا خَاسِئِين. واستَنزَلُوا عَلَيهِم لَعنَةَ اللهِ والنَّاسِ إِلَى يَومِ الدِّينِ. فقد فَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ اسمُكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عَلَى كُلِّ لِسَانٍ، تَعظِيمَاً وتَبجِيلا. وأََّنَّ الحُبَّ لا يُحرَقُ ولا يَمُوتُ. ولا تَطَالُهُ حِرَابُ الفَاسِدِين. لكِنَّنَا بفِرَاقِكَ، يَا مُعَاذُ، مُعذَّبُونَ. وبغِيَابِكَ مُلَوَّعُون. بَكَينَاكَ، فِي السِّرِّ والعَلَنِ. بَكَينَاكَ، ونَحنُ، بَينَ الدُّمُوعِ والأَحَزَانِ، لا نَفقِدُ دَلائِلَ الحُبِّ والإِيمَانِ. ويَفقِدُهَا الآخَرُون. بَكَينَاكَ بُكَاءَ المُؤمِنِين الرَّاسِخِين، (( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون )) ( سُورَةُ البَقَرَةِ: 156 ).   بكَينَاكَ، يَا مُعَاذُ، طَوِيلاً. بكَينَاكَ لأَنَّ المَوتَ الَّذِي احتَوَاكَ، والنَّاسُ كُلُّهُم كَاِرُهوَن، فِرَاقٌ مَرِيرٌ. وكُلُّ فِرَاقٍ، فِي هَذِهِ الدُّنيَا، تَعقُبُهُ اللَّوعَةُ والدُّمُوعُ. بَكَينَاكَ، ونَحنُ عَالِمُونَ أَنَّ (( نُفُوسَ الصِّدِّيقِينَ بيَدِ اللهِ. فلا يَمَسُّهَا العَذَابُ. وفِي ظَنِّ الجَاهِلِينَ أَنَّهُم مَاتُوا. أَمَّا هُم ففِي السَّلامِ مُقِيمُون )) ( سِفرُ الحِمَكةِ 3: 1 - 3 ). وعَزَاؤُنَا الَّذِي يُهَدِّىءُ الخَوَاطِرَ، ويُبَرِّدُ القُلُوبَ، أَنَّ (( الصِّدِّيقَ يَكُونُ ذِكرُهُ إِلَى الأَبَدِ )) ( مز 111: 7 ). وذِكرُ المُنَافِقِينَ، مِمَّن يَستَبِيحُون لذَوَاتِهِم حُدُودَ اللهِ، ويَعتَدُونَ عَلَى حُرمَةِ الحَيَاةِ، لا يَدُومُ إِلاَّ قَلِيلاً. فسّلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مُعَاذُ، بُكرَةً وأَصِيلاً. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا حُبَّنَا الكَبِيرَ، ويَا مِصبَاحَنَا المُنِيرَ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بالحَيَاةِ الَّتِي تَمُوتُ، دَخَلتَ إِلَي الحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُُ، عَزِيزَاً مَجِيدَاً مُخَلَّدًا. وأَعدَاؤُكَ الظَّالِمُون، مِن أَئِمَّةِ الكُفرِ الفَاسِقِين، وأَصحَابِ الفَوَاحِشِ المَارِقِين، وعَصَابَاتِ الدَّوَاعِشِ المُجرِمِين، وعُشَّاقِ الغَدرِ والمَكرِ الحَاقِدِين، أَذِلَّةٌ صَاغِرُون.      سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بَذَلتَ الحَيَاةَ الَّتِي تَمُوتُ ثَمَنَاً قَلِيلاً للحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُ. بَذَلتَهَا مِن اَجلِ الوَطَنِ العَظِيم. ومَن بَذَلَ الحَيَاةَ مِن أَجلِ الوَطَنِ العَظِيمِ كَانَ عَظِيمَاً كالوَطَِن، شَامِخَاً كجِبَالِهِ، رَاسِخَا كصُخُورِهِ، طَاهِرَاً كمَائِهِ وهَوَائِهِ. ذَلِكَ هُو الحُبَّ الأَعظَم، أَن يَمُوتَ الإِنسَانُ بقَرَارِهِ واختِيَارِهِ، ليَحيَا بمَوتِه الآخَرُون. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ،  يَا مَن فَرَشَتْ لَكَ المَلائِكَةُ دُرُوبَ المَجدِ والخُلُودِ وَردَاً ورَيحَانَاً. فامتَلأَتْ الآفَاقُ عَبَقَاً. لكِنَّ عَبَقَ الشَّهَادَةِ كَانَ طَاغِيَاً عَلَى عَبَقِ الوَردِ والرَّيحَانِ. وأَهلُ الأَرضِ والسَّمَاءِ مُنذَهِلُون. فالشَّهِيدُ أَقرَبُ الخَلقِ إِلَى اللهِ، وأَكثَرُ النَّاسِ فَوزَاً بحُبِّهِ ورِضَاهُ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن اكتَسَبتَ للكَسَاسِبَةِ الأَكرَمِينَ عَلَى مَجدِهِم مَجدَاً. وجَعَلتَ النَّاسَ صَفَّاً واحِدَاً، مَنِيعَاً عَلَى الدُّخَلاءِ، والأُمَّةِ الوَاحِدَةَ بُنيَانَاً مَرصُوصَاً، عَصِيَّاً عَلَى الطَّامِعِين. في مُعجِزَةٍ وَطَنِيٍَّةٍ بَاهِرَةٍ، لا يَقوَى عَلَيهَا إِلاَّ مَن كَانَ عِندَ اللهِ مُعَاذَاً سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن سَكَنتَ القُلُوبَ بُدوِن مُنَازِعٍ أَو شَرِيكٍ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن قَبرُكَ بَعدَ اليَومِ مِحرَابُنَا للحُبِّ، وقِبلَتُنَا للصَّلاةِ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا حَاضِرَاً لا تَغِيبُ، ويَا قَرِيبَاً لا تَبتَعِدُ، ويَا حَبِيبَاً لا تُفَارِقُ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بالحُبِّ نَستَشعِرُ مِنكَ طَيفَاً غَالِيَاً، يَطُوفُ فِي خَوَاطِرِنَا فِي اللَّيلِ والنَّهَارِ، ويُرَافِقُنَا إَلَى كُلِّ مَجلِسٍ ودَارٍ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن أَقفَرَتْ لبُعدِكَ الدِّيَارُ، وانطَفَأَتْ لغِيَابِكَ البَصَائِرُ والأَبصَارُ. سَلامٌ عَلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ. سَلامٌ عَلَى قَلبِكَ الكَبِيرِ. سَلامٌ عَلَى مُحَيَّاكَ المُنِيرِ. سَلامٌ عَلَى ذَاتِكَ الغَالَِيَةِ. سَلامٌ عَلَى ذِكرِكَ الطَّيِّبِ. سَلامٌ عَلَى حُبِّكَ الطَّهُورِ. سَلامٌ عَلَى شَبَابِكَ الوَقُورِ. واللهُ يُقَدِّسُ سِرَّكَ فِي العَالَمِين. ويُعَظِّمُ ذِكرَكَ فِي الخَالِدِين. ويَجعَلُ بُعدَكَ عَنَّا قُربَاً إِلَيهِ، وغِيَابَكَ عَن دِيَارِنَا وأَنظَارِنَا حُضُورَاً طَيِّبَاً بَينَ يَدَيهِ، وعَذَابَنَا بفِرَاقِكَ رَحمَةً تَتَلَقَّاهَا بِأَدعِيَةِ الزَّوجَةِ الفَاضِلَةِ، والوَالِدَينِ الأَكرَمَينِ بَردَاً، وبدُمُوعِ الأُردُنِيِّينَ الأَشرَفِين سَلامَاً. ويَجعَلُ مُقَامَكَ بَينَ المُقَرَّبِينَ مِن المَلائِكَةِ الأَطهَارِ، والقِدِّيسِين والصِّدِّيقِينَ والأَبرَارِ. وسَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مُعاَذُ، (( يَومَ وُلِدتَ ويَومَ مُتَّ ويَومَ تُبعَثُ حَيَّاً )). أحبَبناكَ يَا مُعَاذُ [ كَلِمَاتٌ للحُبِّ والعَزََاءِ ] الأب إبراهيم بطارسه                                                                                                                                                                                                                                                                               أَحبَبنَاكَ، يا مُعَاذُ، عَلَى البُعدِ والغِيَابِ، جَزِيلاً. فالحُبُّ لا يُعَطِّلُهُ البُعدُ، ولا يُبَدِّلُهُ الغِيَابُ. أَحبَبنَاكَ، ونَحنُ مُختَلِفُونَ دَارَاً، وطَوَّقنَاكَ، عَلَى اختِلافِ الدَّار،ِ إِعجَابَاً وإِكبَارَاً. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، جَزِيلاَ، ونَحنُ مُختَلِفُونَ قُرآنَاً وإِنجِيلاً. واللهُ عَلَى مَا نَقُولُ شَهِيدٌ. فالحُبُّ دِينٌ مِن نَوعٍ آخَر، لا يَعرِفُ حُدُودَاً ولا قُيُودَاً. والنَّاسُ عَلَى هَذَا الدِّينِ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ لا يَختَلِفُون. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، سِرَّاً للبُطُولَةِ والرُّجُولَةِ والشَّهَامَةِ والكَرَامَةِ والوَفَاءِ، وعُنوَانَاً للمَحَبَّةِ والمَوَدَّةِ والأُخُوَّةِ والصَّفَاءِ، ورَمزَاً للنُّبلِ والبَذلِ والتَّفَانِي بغَيرِ حِسَابٍ، وأُمثُولَةً نَادِرَةً فِي عَطَاءِ الحَيَاةِ بغَيرِ استِبقَاءٍ. وعَطَاءُ الحَيَاةِ فَوقَ كُلَّ عَطَاءٍ، وأَقصَرُ الطُّرُقِ إِلَى المَجدِ والبَقَاءِ. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، مُعَاذَاً. فالمُعَاذُ مَن أُعِيذَ باللهِ مِن الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ، ومِن العُيُوبِ والذُّنُوبِ. فكُنتَ مِن اللهِ مَحبُوبَاً ومَحفُوظَاً. وكُنتَ للوَطَنِ العَظِيمِ، عَلَى مَا يُحِبُّ (( زِينَةُ المُلُوكِ )) و يَشتَهِي، المَلِكُ عَبدُ اللهِ الثَّانِي المُعَّظَمُ، (( أَيقُونَةً )) تَارِيخِيَّةً مَجِيدَةً فريدة مُقَدَّسَةً، تَرعَاهَا كُلُّ العُيُونُ، وتَحرُسُهَا كُلُّ القُلُوبِ. والنَّاسُ يُعَلِّقُونَهَا زِينَةً غَالِيَةً فِي صُدُورِ المَنَازِلِ، ورَايَةً عَالِيَةً فِي صُدُورِ المَجَاِسِ والمَحَافِلِ، وأَوسِمَةً فَاخِرَةً مُبَارَكَةً عَلَى كُلِّ الصُّدُورِ. ويُبَاهُونَ بهَا الدُّنيَا بَأَسرِهَا. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، لأَنَّكَ وُلِدتَ، َمِن دُونِ النَّاسِ، مَرَّتَين: مَرَّةً بالوِلادَةِ للحَيَاةِ الَّتِي تَمُوتُ. فكُنتَ فِي الدِّفَاعِ عَن الدِّينِ الحَنِيفِ والوَطَنِ، وفِي الوَلاءِ لقَائِدِهِ المَحبُوبِ والمَوهُوبِ، وفِي الذَّودِ عَن المُوَاطِنِين مِن كُلِّ طَائِفَةٍ ودِينٍ، بَطَلاً جَبَّارَاً، وطَيَّارَاً طَاهِرَاً مُظَفَّرَاً مِغوَارَاً، وصَقرَاً مُحَلِّقَاً إِلَى مَا لا تَستَطِيعُ الصُّقُورُ إِلَيهِ وُصُولاً. وأنت لا تَهَابُ قَيدَاً ولا سَيفَاً ولا نَارَاً. ومَرَّةً يالشَّهَادَةِ للحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُ. فكُنتَ شَهِيدَاً مِن الخَالِدِين. وكُنتَ للشُّهَدَاءِ المَاجِدِينَ إِمَامَاً. والشُّهَدَاءُ، وإِن قُتِلُوا، أو حُرِقُوا، فإِنََّهُم لا يَمُوتُون. لا يَمُوتُون لأََنَّهُم يَشهَدُون للحَقِّ. إِن لَمْ يكَُنْ بحَيَاتِهِم، فبدِمَائِهِم. فالحَقُّ الَّذِي لَهُ يَشهَدُون لا يَمُوتُ، ومَوتُ الشُّهَدَاءِ لا يَكُونُ إِلاَّ مَجِيدَاً. وكُنتَ فِي الحَالَتَين مُعَاذَاً مُبَارَكَاً. وكُنتَ بمُفرَدِكَ أُمَّةً مَاجِدَةً، نَسلُهَا لا يَنقَطِعُ. وذِكرُهَا لا يَزُولُ. فدَمُكَ الزَّكِيُّ، وإِن كَرِهَ الفَاسِقُون، بذَارٌ للشُّهَدَاءِ، ونَارٌ عََلََى الأَعدَاءِ، ولَعنَةٌ عَلَى القَومِ الطَّالِمِين. ومَن كَانَ عَلَى هَذَا السِّرَاطِ العَظِيمِ مُقِيمَاً، فلا خَوفٌ عَلَيهِ ولا حَزَنٌ ولا اضطِرَابٌ. أَحبَبنَاكَ، يا مُعَاذُ، لأَنَّكَ عَلَّمتَنَا أَن نَكُونَ فِي حُبِّ الحَيَاةِ، وفِي حَيَاةِ الحُبِّ (( مُعَاذَاً )). فمَن لَمْ يَكُنْ مُحِبَّاً لأَهلِهِ وقَومِهِ ومَلِيكِهِ ووَطَنِهِ، حَتَّى عَطَاءِ الذَّاتِ والحَيَاةِ، فلا يَكُونُ عِندَ اللهِ (( مُعَاذَاً )). ومَن لَمْ يَكُنْ لدِينِهِ حَافِظَاً، ولَمْ يَجعَلْ الدِّينَ عِندَهُ حَيَاةً، والحَيَاةَ دِينَاً، والدِّينُ رَحمَةً وسَلامَاًِ، فلا يَكُونُ عِندَ اللهِ (( مُعَاذَاً )). ومَن لَمْ يَكُنْ مُستَعِدَّاً للمَوتِ، إِذَا أَقبَلَ، وهو لا يَحسَبُ للنَّارِ والحَدِيدِ حِسَابَاً، ليَحيَا بمَوتِهِ الآخَرُون، ويَكُونُ الوَطَنُ بمَوتِهِ نَاجِيَاً ، فلا يَكُونُ عنِدَ اللهِ (( معاذا )). والمُعَاذُ مَن كَانَ بنِعمَةِ رَبِّهِ خاليا مِن السُّوءِ، نَاجِيَاً مِن الأَذَى، سَعِيدَاً عًلًى البًذلِ والعَطَاءِ، رَضِيَاً، مُبَارَكَاً. أَحبَبنَاكَ، يَا مُعَاذُ، لأَنَّكَ ذَهَبتَ إِلَى سَاحِ الوَغَى، مُزَوَّدَاً بالحُبِّ، مُسَلَّحَاً بالعَزِيمَةِ والإِيمَانِ، لتُحَارِبَ أَهلَ الكُفرِ والطُّغيَانِِ، مِمَّن خَلَتْ قُلُوبُهُم مِن كُلِّ عَاطِفَةِ شَرَفٍ ودِينٍ، ومِمَّن يَذبَحُونَ النَّاسَ بالسَّكَاكِين. ويُكَبِّرُونَ عِندَ أَعنَاقِهِم. ويَقُولُونَ (( ذَلِكَ دِينُ اللهِ الحَنِيفُ )). وفَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ دِينَ اللهِ لا يَكُونُ بالسَّكَاكِينِ حَنِيفَاً. وشَاءَت الأَقدَارُ، وأَنتَ مَاضٍ لتَدُكَّ مَعَاقِلَ الكُفَّارِ، أَن تَهبِطَ إِلَى الأَرضِ اضطِرَارَاً. فظَنُّوكَ أَسِيرَاً. لكِنَّهُم كَانُوا هُمُ الأَسرَى، يُقَيِّدُهُم كُفرُهُم، ويُكَبِّلُهُم طُغيَانُهُم. ظَنُّوكَ مَكسُورَ الجَنَاحَين، وأَنتَ، عَلَى الشَّهَادَِةِ مُحَلِّقٌ بأَنَفَةٍ وكِريَاء فَوقَ كُلِّ أَرضٍ وسَمَاءٍ. وقَد فَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ وَرَاءَكَ جَيشَاً عَرَمرَمَاً مِغوَارَاَ، يَقُودُهُ بَطَلُ الأَبطَالِ، وزِينَةُ الأَجيَالِ، المَلِكُ عَبدُ اللهِ الثَّانِي المُعَظَّمُ. وأَنَّ هَذَا الجَيشَ العَظِيمَ يُنجِبُ عَلَى المَدَى أَبطَالاً عُظَمَاءَ، لا يَرهَبُونَ قَيدَاً ولا سَيفَاً ولا نَارَاً. وهُم يَنتَقِمُونَ لَكَ مِن دُعَاةِ الإِفكِ الفَاسِقِين. بضَرَبَاتٍ مُزَلزِلاتٍ، انتِقَامَاَ جَمِيلاً مُدَبَّرَاً. واعتقدوا أَنَّهُم حَرَقُوكَ إِلَى الأَبَدِ. وأَنَّهُم حَذَفُوا اسمَكَ مِن سِغرِ الحَيَاةِ. ومَا حَرَقُوا إِلاَّ أَنفُسَهُم. ومَا حَذَفُوا مِن سِفرِ الحَيَاةِ إِلاَّ أَسمَاءَهُم. وكَانُوا خَاسِئِين. واستَنزَلُوا عَلَيهِم لَعنَةَ اللهِ والنَّاسِ إِلَى يَومِ الدِّينِ. فقد فَاتَهُم لغَبَائِهِم أَنَّ اسمُكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عَلَى كُلِّ لِسَانٍ، تَعظِيمَاً وتَبجِيلا. وأََّنَّ الحُبَّ لا يُحرَقُ ولا يَمُوتُ. ولا تَطَالُهُ حِرَابُ الفَاسِدِين. لكِنَّنَا بفِرَاقِكَ، يَا مُعَاذُ، مُعذَّبُونَ. وبغِيَابِكَ مُلَوَّعُون. بَكَينَاكَ، فِي السِّرِّ والعَلَنِ. بَكَينَاكَ، ونَحنُ، بَينَ الدُّمُوعِ والأَحَزَانِ، لا نَفقِدُ دَلائِلَ الحُبِّ والإِيمَانِ. ويَفقِدُهَا الآخَرُون. بَكَينَاكَ بُكَاءَ المُؤمِنِين الرَّاسِخِين، (( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مُصِيبَةٌ قَالُوا: إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُون )) ( سُورَةُ البَقَرَةِ: 156 ).   بكَينَاكَ، يَا مُعَاذُ، طَوِيلاً. بكَينَاكَ لأَنَّ المَوتَ الَّذِي احتَوَاكَ، والنَّاسُ كُلُّهُم كَاِرُهوَن، فِرَاقٌ مَرِيرٌ. وكُلُّ فِرَاقٍ، فِي هَذِهِ الدُّنيَا، تَعقُبُهُ اللَّوعَةُ والدُّمُوعُ. بَكَينَاكَ، ونَحنُ عَالِمُونَ أَنَّ (( نُفُوسَ الصِّدِّيقِينَ بيَدِ اللهِ. فلا يَمَسُّهَا العَذَابُ. وفِي ظَنِّ الجَاهِلِينَ أَنَّهُم مَاتُوا. أَمَّا هُم ففِي السَّلامِ مُقِيمُون )) ( سِفرُ الحِمَكةِ 3: 1 - 3 ). وعَزَاؤُنَا الَّذِي يُهَدِّىءُ الخَوَاطِرَ، ويُبَرِّدُ القُلُوبَ، أَنَّ (( الصِّدِّيقَ يَكُونُ ذِكرُهُ إِلَى الأَبَدِ )) ( مز 111: 7 ). وذِكرُ المُنَافِقِينَ، مِمَّن يَستَبِيحُون لذَوَاتِهِم حُدُودَ اللهِ، ويَعتَدُونَ عَلَى حُرمَةِ الحَيَاةِ، لا يَدُومُ إِلاَّ قَلِيلاً. فسّلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مُعَاذُ، بُكرَةً وأَصِيلاً. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا حُبَّنَا الكَبِيرَ، ويَا مِصبَاحَنَا المُنِيرَ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بالحَيَاةِ الَّتِي تَمُوتُ، دَخَلتَ إِلَي الحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُُ، عَزِيزَاً مَجِيدَاً مُخَلَّدًا. وأَعدَاؤُكَ الظَّالِمُون، مِن أَئِمَّةِ الكُفرِ الفَاسِقِين، وأَصحَابِ الفَوَاحِشِ المَارِقِين، وعَصَابَاتِ الدَّوَاعِشِ المُجرِمِين، وعُشَّاقِ الغَدرِ والمَكرِ الحَاقِدِين، أَذِلَّةٌ صَاغِرُون.      سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بَذَلتَ الحَيَاةَ الَّتِي تَمُوتُ ثَمَنَاً قَلِيلاً للحَيَاةِ الَّتِي لا تَمُوتُ. بَذَلتَهَا مِن اَجلِ الوَطَنِ العَظِيم. ومَن بَذَلَ الحَيَاةَ مِن أَجلِ الوَطَنِ العَظِيمِ كَانَ عَظِيمَاً كالوَطَِن، شَامِخَاً كجِبَالِهِ، رَاسِخَا كصُخُورِهِ، طَاهِرَاً كمَائِهِ وهَوَائِهِ. ذَلِكَ هُو الحُبَّ الأَعظَم، أَن يَمُوتَ الإِنسَانُ بقَرَارِهِ واختِيَارِهِ، ليَحيَا بمَوتِه الآخَرُون. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ،  يَا مَن فَرَشَتْ لَكَ المَلائِكَةُ دُرُوبَ المَجدِ والخُلُودِ وَردَاً ورَيحَانَاً. فامتَلأَتْ الآفَاقُ عَبَقَاً. لكِنَّ عَبَقَ الشَّهَادَةِ كَانَ طَاغِيَاً عَلَى عَبَقِ الوَردِ والرَّيحَانِ. وأَهلُ الأَرضِ والسَّمَاءِ مُنذَهِلُون. فالشَّهِيدُ أَقرَبُ الخَلقِ إِلَى اللهِ، وأَكثَرُ النَّاسِ فَوزَاً بحُبِّهِ ورِضَاهُ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن اكتَسَبتَ للكَسَاسِبَةِ الأَكرَمِينَ عَلَى مَجدِهِم مَجدَاً. وجَعَلتَ النَّاسَ صَفَّاً واحِدَاً، مَنِيعَاً عَلَى الدُّخَلاءِ، والأُمَّةِ الوَاحِدَةَ بُنيَانَاً مَرصُوصَاً، عَصِيَّاً عَلَى الطَّامِعِين. في مُعجِزَةٍ وَطَنِيٍَّةٍ بَاهِرَةٍ، لا يَقوَى عَلَيهَا إِلاَّ مَن كَانَ عِندَ اللهِ مُعَاذَاً سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن سَكَنتَ القُلُوبَ بُدوِن مُنَازِعٍ أَو شَرِيكٍ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن قَبرُكَ بَعدَ اليَومِ مِحرَابُنَا للحُبِّ، وقِبلَتُنَا للصَّلاةِ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا حَاضِرَاً لا تَغِيبُ، ويَا قَرِيبَاً لا تَبتَعِدُ، ويَا حَبِيبَاً لا تُفَارِقُ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن بالحُبِّ نَستَشعِرُ مِنكَ طَيفَاً غَالِيَاً، يَطُوفُ فِي خَوَاطِرِنَا فِي اللَّيلِ والنَّهَارِ، ويُرَافِقُنَا إَلَى كُلِّ مَجلِسٍ ودَارٍ. سَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مَن أَقفَرَتْ لبُعدِكَ الدِّيَارُ، وانطَفَأَتْ لغِيَابِكَ البَصَائِرُ والأَبصَارُ. سَلامٌ عَلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةِ. سَلامٌ عَلَى قَلبِكَ الكَبِيرِ. سَلامٌ عَلَى مُحَيَّاكَ المُنِيرِ. سَلامٌ عَلَى ذَاتِكَ الغَالَِيَةِ. سَلامٌ عَلَى ذِكرِكَ الطَّيِّبِ. سَلامٌ عَلَى حُبِّكَ الطَّهُورِ. سَلامٌ عَلَى شَبَابِكَ الوَقُورِ. واللهُ يُقَدِّسُ سِرَّكَ فِي العَالَمِين. ويُعَظِّمُ ذِكرَكَ فِي الخَالِدِين. ويَجعَلُ بُعدَكَ عَنَّا قُربَاً إِلَيهِ، وغِيَابَكَ عَن دِيَارِنَا وأَنظَارِنَا حُضُورَاً طَيِّبَاً بَينَ يَدَيهِ، وعَذَابَنَا بفِرَاقِكَ رَحمَةً تَتَلَقَّاهَا بِأَدعِيَةِ الزَّوجَةِ الفَاضِلَةِ، والوَالِدَينِ الأَكرَمَينِ بَردَاً، وبدُمُوعِ الأُردُنِيِّينَ الأَشرَفِين سَلامَاً. ويَجعَلُ مُقَامَكَ بَينَ المُقَرَّبِينَ مِن المَلائِكَةِ الأَطهَارِ، والقِدِّيسِين والصِّدِّيقِينَ والأَبرَارِ. وسَلامُ اللهِ عَلَيكَ، يَا مُعاَذُ، (( يَومَ وُلِدتَ ويَومَ مُتَّ ويَومَ تُبعَثُ حَيَّاً )).




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا