صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية السلط معاذ عصفور لن يصدق أشبنجلر عندما كتب (انحطاط الغرب) في عام1918 ان تنبؤاته سيسخر منها فوكاياما بعد انتصار الليبراليه ببندقية التفوق لروبنسن كروزو الامريكي . وان كل علامات انحطاط الحضاره الغربيه التي رأها كانت اشبه بأحلام نوستر داموس.. ولم يهنأ هوركهيمر بعد ان صمد الغرب ولم يفقد عقله المعياري عندما كتب ( كسوف العقل) .بل حتى القيم الروحيه لم تسقط ولازالت اجراس الكنائس تدق في اركان المدن الغربيه.. وسقط شفايتزر عندما كتب( فلسفة الحضاره) .وتنبئاته في انهيارالغرب روحيا" قبل جدران المدن.. وحتى اعتى االمفكرين الوجوديين لم تثبت نبؤاتهم بسقوط الحضاره فَوِضِعَ كولن ولسن وسقوط حضارته في المتاحف ... اما نبؤات المسلمين في انهيار الغرب فيكفي اطلاله بسيطه على واقعنا لدحضها بالكامل ..حيث لازالت الحضاره الغربيه في اوج عضمتها.. وتشهد التكنولوجيا اليوم قفزات مذهله لم يسبق لها مثيل في التاريخ .. فالتقدم اللذي يحدث في سنه يعادل مئات السنين من عمر حضارات سابقه... تتشابه رؤية اشبنجلر الحديثه نسبيا" مع رؤية ابن خلدون في دورة حياة الحضاره.. حيث ان كلاهما يأمن ان الحضاره تولد وتكبروتنضج ثم تصل الى قمة المجد ثم تنحدر وتنهار تدريجايا .. سرت على ذلك حضارات عظيمه لايمكن بسهوله فك الغاز ظهورها واختفائها ..فمثلا ظهرت اول حضاره في وادي الرافدين وقد بهرت بتراثها عقول الباحثين وكيف انها ذابت في رمال العراق بعد ان تركت اول كتابه واول قانون حتى بلغت 27 أول. وكيف ظهرت حضارة الفراعنه والاشوريين والبابليين وغيرها عشرات الحضارات منها ماسكن الجبال و الوديان والصحارى ... عندما تمشط واقع العرب اليوم تجد شعوبا" غارقة في الجحيم تتأكلها امراض الجهل والتخلف والتعصب..وتميل الى الانقراض التدريجي حسب قانون لايرحم في حتميته..تشتتها الصراعات وتمزق اوعية الحياة في شرايينها.. حروب عبثيه لاقيمه تاريخيه لحدوثها. ازدات الفجوه الحضاريه بيننا وبين دول العالم باجمعها.. حتى الشعوب التي كانت تاكل لحوم البشر تعلمت فنون الحياة وقفزت الى المستقبل.. عندما حصلت قبائل العرب على الاستقلال لم تمارس بجديه البحث عن ادوات المستقبل.. ولم تبحث عن هويه معاصره بل انقلبت بسرعة الضوء وطفقت الى التاريخ تبحث عن ابطال تم تنزيههم بغطرسه لم يسبق لهامثيل .. حيث ينزه من يأكل لحم البشر ويسمى سيف الله المسلول.. ويقدم مختلس اموال البصره ويسمى حبر الامه..ويؤلف لمقامات امارة المؤمين لافاقين ..حتى الوحي لم يسلم الا ان يكتب بيد من لم يعرف الانسانيه ومسؤولية قيادة الامم..المستقبل يوحي بان العرب سينقرضون كأمه او حضاره مثل حضارات الموز والمايا..وسيلبسون ملابس الهندي الاحمر كضحايا جدد لتمدد بشاعة ظلم الاقوياء..سيكونون قوة بشريه مستهلكه وعماله رخيصه لسوق تسيطر عليه اسرائيل والغرب.. وسوف تسقط عناوين الدول والمسميات السخيفه ليتحول الوطن العربي الى كنتونات احتياطيه للعمل الرخيص بعد فقدان موارد النفط.. اسباب الانقراض ليست بعيده عن القاري اولها الحروب البينيه بين قبال العرب.. التخلف.. ليس فقط في الجاهزيه الاستراتيجيه بل في جوهر الوجود الانساني...سقوط النخب الثقافيه وطلائع الامه في فك المذهبيه والتراجعيه.. وتحول ادوات التنوير من رياديه مسؤوله الى دونكيشوتيه مضحكه...بالاضافه الى تناقص انتاج الغذاء وتحول دوله مثل مصر الى اكبر مشتري للحبوب في العالم.. وايضا" قدرة اسرائيل المدهشه في استغلال تناقضات التاريخ ووضعنا جميعا" على حافات السكاكين ويتحول العداء التقليدي بين العرب واسرائيل الى نزاعات محليه تثير الغثيان.. واكثر الاسباب خطورة هو تزايد الفجوه الحضاريه بيننا وبين العالم بشكل لانستطيع معه وبالف عام ان نصل الى ماوصل اليه العالم..
