الاردن والانفتاح السياسي العالمي ------بقلم : رائد إسماعيل النسور صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية -السلط عاش الأردن منذ تأسيس الدولة الأردنية على التعامل في السياسة الدولية الخارجية بحكمة وبانفتاح على الدول خاصة الدول الكبرى والمسيطرة على القرارات الدولية ، فالأردن من الدول التي كانت قادرة على توازن العلاقات مابين المعسكر الغربي بادراه الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بإدارة الاتحاد السوفيتي فكان للأردن علاقات قوية تربطه مع المعسكرين سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي ، وحتى ألان ما زالت الأردن تحافظ على هذه العلاقات الدولية فنظام الأردن الاقتصادي مبني في جزيئات على النظام الرأسمالي وفي جزئيات مبني على الاشتراكي ، وهذا يجعل الأردن تحافظ على اقتصادها الوطني المبني على أسس متينة . واليوم ومع التحول العالمي وانهيار الاتحاد السوفيتي وهيمنه الولايات المتحدة الأمريكية على المشهد السياسي العالمي تلعب الأردن دورا رئيسا في السياسة العالمية مما يجعلها أن تكون الدولة المحورية في منطقة الشرق الأوسط بالإضافة إلى دولة تركيا وإسرائيل . ومع وجود الدول العربية الكبرى والتي كان لها دور محوري وبارز مثل مصر وسوريا والعراق والسعودية إلا أنها غير قادرة على مجارات الأحداث السياسية في المنطقة بسبب انشغالها في السياسة الداخلية لها وترتيب البيت الداخلي للملكة السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز وانشغال دول سوريا والعراق بالحروب الأهلية ، ومصر والصراع على الحكم ، وظهور عصابات التطرف في معظم هذه الدول ،أخذت الأردن الدور الأبرز في قيادة الرأي العربي للعالم من خلال قيادة الملك عبد الله الثاني للسياسة الخارجية ومن خلال اللقاءات مع زعماء الدول الكبرى والعظمى والسياسة الوسطية التي تتبناها الأردن على مر السنين . الأردن يتبنى قضايا العرب وإيصالها للمجتمع الدولي فالقضية الفلسطينية المحورية باتت قضية الأردن فقط في الفترة الأخيرة وتستغل إسرائيل الانشغال العربي ببناء مستوطنات وتبتعد عن المفوضات المباشرة وغير المباشرة لكسب أكثر قدر ممكن من الوقت ، والأردن طرح الحل السياسي للازمة السورية منذ انطلاق الأزمة كان هو الحل الذي تطرقت إليه الدول الكبرى مؤخراً ، فللأردن رأيه السياسي الإقليمي والدولي الذي أصبح مؤثرا على المجتمع الدولي بأسره . الأردن وفي ظل الظروف السياسية التي تحيط به وتغير الايدولوجيا لبعض الدول ، سيبقى محافظا على الانفتاح العالمي بهذه الصورة ؟ أم سيكون هناك بعض تغيرات في سياستها مع بعض الدول ؟ وهل تتمكن الدولة الأردنية أن تكون الدولة المحورية الإقليمية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة المواد الطبيعية ؟
