الرئيسية مقالات "البلقاء اليوم" تنشر مقال عبد الهادي راجي المجالي الممنوع من النشر"دولة الرئيس"

"البلقاء اليوم" تنشر مقال عبد الهادي راجي المجالي الممنوع من النشر"دولة الرئيس"

3247

4عبد الهادي راجي المجالي   رغيف الخبز حين يقسم على أربعة اشخاص , ربما سيكفي لإسكات الجوع , ولكن حين تقسم رغيف الخبز على مئة , سيفقد قيمته بالطبع ...كيف قسمتم خبزنا وهوائنا وملحنا والماء الذي نشربه على الكل ... حتى الدمعة لاتحتمل سوى عين واحدة , والدمع تم تقسيمه أيضا ..لم نعد نعرف هل نبكي الحال أم نبكي الشقيق السوري أم نبكي العراقي , أم نبكي اليمني ..أم نحبس الدمع لان الدمع ماعاد يكفي . دولة الرئيس ... هل تعرف , ماذا يفعل أردني ...حين يذهب لعيادة طبيب , ويزاحمه شقيق عربي على دوره , وحين يحتج يصرخ فيه هذا الشقيق :- (ليكوا الشرطة ... بتحب انروح ع الشرطة) ...وتصمت في وجهه , وتسأل في قلبك منذ متى كانت شرطة بلادك وسيلة كي يهددك بها الغريب ؟ ...هل تعرف الشعور ؟ هل تعرف حجم الغضب ..هل تعرف كيف فقدنا اللهفة , والإحساس بالمكان ...زمان كانت العيادات أردنية والطبيب أردنيا والصيدلي كان من بلدي , واليوم يزاحمونك حتى على علبة العلاج .. دولة الرئيس ... ألست من السلط ...من المدينة التي بنت وجدان الأردنيين , من المدرسة التي خرجت حابس ووصفي وهزاع ...من الجبال التي لا يدانيها في المجد غيم أو سماء كيف إذا تركت الوجدان الأردني ..مشاعا , وسمحت بإقامة الزعتري ..وسهلت واحتضنت واستقبلت , باسم من.. باسمنا ؟ أنا لم أوقع على قرار إنشاء الزعتري ..أنا وقعت بدمي على عشق وصفي التل والجيش وكل الهضبات العالية ...أسألك ماهو شعورك حين يعود إبنك من المدرسة , ولهجته موزعة , بين ( ماكو) وبين (ليكو) ... وقد نسي ( شلونك ) و(إعنامك) ... دولة الرئيس .. أبي كان يقول عن عمان ( العسكر بردوا شوارعها ) وكان يحدثني عن كاسب صفوق , ومشهور حديثه , عطالله غاصب , وخالد هجهوج ...وكان يخبرني عن الدم وتعب الأردني , وقهره وايامه الطويلة ...كان يحدثني عن وزارة الاشغال حين بنوا ذلك الشارع , عن اللويبده والعائلات التي سكنتها ..عن مقهى السنترال ...هل تعرف أن عمان تغيرت , كل أسماء المطاعم والمقاهي في العواصم العربيه غادرت وسكنت عمان , وكأن عسكرنا (برودوها) لغيرنا وليس لأحفادهم . دولة الرئيس .. أنت لاتمشي مثلنا في شارع طلال , ولا تسمع اللهجات ..أنت لاتدخل مطاعم البلد ولا تجد مكانا , أنت لست مثلي تمضي ساعة , في الشميساني تبحث عن موقف لسيارتك , وتجد لوحات عربية ..سرقت منك حتى المواقف , أنت لست مثلي تقف في طابور البنك , وتكتشف ..أن الطابور مليء بحملة الدولارات , وأنا همي فقط أن أتأكد من أن ما وصل البنك يكفي لسداد القرض هذا الشهر ...   عد لوجدانك السلطي , حاول أن تحمي أطفالنا في المدارس , فقد ضاعوا في إختلاف اللهجة , وذوبان الثقافة , حاول أن تتخذ قرارا مصيريا ...يحمي تفاصيلنا وحياتنا , حاول أن تكون متحررا من البيروقراط , وأن تكون بمستوى وجداننا ... لقد تعبت , تخيل سيدي الرئيس حتى السجون ..شاركونا فيها , وأنا حين سجنت مؤخرا وجدت الأشقاء أيضا هناك في المهجع , مالذي تبقى كي يشاركونا فيه ؟ تعبنا بما يكفي , وليقولوا ما يقولوا.. إقصائي , عنصري , متخلف ...ليقولوا ما يقولوا ولكني أعبد وطني وأحبه , وسأقاتل لأجله   عبدالهادي راجي المجالي منع من النشر dpuf




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا