الرئيسية مقالات في ذكرى سقوط بغداد لا سيادة للون الاّ اللون الأسود

في ذكرى سقوط بغداد لا سيادة للون الاّ اللون الأسود

2457

  images احمد حسن الزعبي -- النص الاصلي الزعيم الغربي ..مثل القفاز ، مفصّل تماماً على مقاس وعدد سنوات السلطة ..فإذا خلعته وانتهت ولايته...لن يجد عملاً ، الا على مقاس تهميشه وعدد سنين ما تبقى من عمره ..لذا فإنه غالباً ما يلجأ إلى العمل التطوعي ، أو التدريس الجامعي ، أو مستشاراً في إحدى مراكز الدراسات الإستراتيجية ، أو مبعوثاً اممياً –لإصلاح ذات البين- بين دول هو أشعلها أبان حكمه وقوّض اقتصادها وحاول النيل من وحدة أراضيها...فالشيطان يحاول أحياناً أن يطير بجناحي ملاك اذا ما أعطي دور بطولة في "فيلم" أكشن.. جورج دبليو بوش..خالف كل من سبقوه من الزعماء المتقاعدين... فخلع ثوب الجزار وارتدي ثوب الحالم عندما قرر أن يمارس أكثر المهن نقاء ورومانسية وشفافية وانسانية...من خلال الانتقال من "رسم " سياسات والعناية بـ"التقسيم"...الى رسم الوجوه والعناية بـ"التقاسيم" .. جورج دبليو بوش صاحب نظرية "من لم يكن معنا فهو ضدنا"..قرر أن يصبح فناناً تشكيلياً فجأة ، حيث كشف قبل يومين عن إبداعاته لقناة nbc وقال منتشياً انه قد رسم لوحات بنفسه لــ24 زعيماً عالمياً ..مستخدماً نعومة الفرشاة ومسالمة الألوان بعد أن أدمنت يداه على خشونة القذيفة ووحشية الدم... في مرسمه المحشو بوجوه من حكموا العالم ، سألته ابنته "جينا" المراسلة التلفزيونية في نفس القناة عن ردة فعل القادة حول الرسومات قال الأب " أتشوّق لسماع الانطباعات التي تتركها الرسومات لديهم" ... لقد اختصر سنوات حكمه الثمانية ببعض وجوه القادة، هذا كل ما يتذكّره ربما، لم يخطر بباله ان يرسم مجلس الأمن الذي جامله وحاباه وانحنى له في حربه ضد الإرهاب ، كما لم يخطر بباله أن يرسم ملامح "كولن باول" وهو يؤكد على ضرورة تدمير النووي العراقي . يعتزل العالم في مرسمه كما لو انه راهب أو قديس دون أن يؤنبه ضمير ، أو يصيح في شرايينه وجع الملايين ممن شرّدهم ويتّمهم ووقع على صفحات أعمارهم المنتهية......تتشوّق لسماع انطباعات زعماء العالم حول ما خطّت يداك؟؟ الا تتشوق لسماع انطباعات أهالي كابول..وبكاء المواليد المدفونين تحت سقوف البيوت الترابية؟؟..الا تتشوق لسماع صوت الــb52 ..الهدّارة ، وصوت انفجارات الفسفور الأبيض وتبعجات بطون المواليد الجدد في الرمادي...الا تتشوّق لسماع صوت "عبير" تلك الصبية العراقية التي اغتصبها أحد جنودك أمام عائلتها ثم حرقها وحرق أسرتها وأغلق البيت وغادر الى محل وجبات سريعة..الا تتشوّق لسماع صوت السوط على جلود سجناء أبو غريب العراة...فكّر فيهم جيداً يا سيدي...ستكون لوحة "سيريالية" رائعة مرسومة بالدم والعار...الا تفكّر بسماع أنين دجلة وهي تتألم تحت جنازير دباباتك الفولاذية..أخيرا الا تفكّر بالسماع لصوت أبي جعفر المنصور الذي أضحى تمثاله مكاناً ملائماً لتغيير زيت الآليات العسكرية وتبول الجنود المناوبين... الفرشاة التي بين يديك...صنعت لتخلّد الحياة في برواز الأمل...لا لتخلّد الموت في برواز الألم.. أرجوك ارمها وانصرف !. احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا