البلقاء اليوم - #شبابنا بقلم ... سالم الفزاع العواملة البلقاء اليوم --السلط لماذا لجأ الشباب إلى العنف؟ وما هدفهم من ذلك؟ قد أصبح ما يشغل البال في جميع المجالس هو العنف الجامعي الذي يحدث في الجامعات، بالرغم من وجود ما هو أهم من ذلك، وهو سبب لجوء الشباب إلى هذه التصرفات. من يقول ان شبابنا غير واعٍ وغير مبالٍ بالظروف المحيطة فهو مخطئ تماماً، لأن شبابنا هو نتاج تنشأةٍ مجتمعية خاطئة وتقاليد فاسدة وعادات رديئة، فقد تربوا على أن السلط هي السلط وعمان هي عمان واربد هي اربد وما إلى ذلك، حتى أنهم أيضا تربوا على أن كل عائلة تختلف عن الأخرى فهذه العائلة أفضل من تلك والعكس صحيح، شبابنا لم ينشأ على أن الأردن وطن واحد من شماله إلى جنوبه من شرقه إلى غربه، لا فرق بين ابن عمان عن ابن المفرق فكلنا أبناء هذا الوطن، ومهما اختلفنا في الرأي نتفق على حب الوطن والقائد. انشأتموهم على التفرقة القبلية والعشائرية، وعندما قاموا بأفعال وتصرفات تنبع من ما نشأوا عليه، أسرعتم بمحاسبتهم وعقابهم وتوبيخهم قبل فهمهم، عليكم محاسبة أنفسكم قبل محاسبتهم لأن من زرع شوكاً لا يحصد قمحاً، وكان من الأولى بكم أن تحاسبوا من نهب مقدارت هؤلاء الشباب ومقدرات الوطن، شبابنا لم يجد السبيل إلى إفراغ طاقاتهم وكبتهم إلا عن طريق العنف، وهذا نتاجكم انتم فلتحصدوا ما زرعت أيديكم. #في صغري وصلت البيت من المدرسة وقد كنت اعاني من التعب والألم النفسي، فسألني والدي رحمه الله وقد كانت عادته بالسؤال ماذا تعلمت اليوم من المدرسة، فقلت له لست بمزاج جيد للحديث عن ما تعلمته فقد تعاركت انا وصديقي، نظر إلي والدي باستغراب وقال لي هل هو صديقك؟ أجبته بنعم هو صديقي، ابتسم وقال لي هل وصلت إلى الضرب؟ فاجبته بنعم، قال لي وهل ارتحت بعد أن ضربته وضربك؟ فكان هذا السؤال كالصاعقة بالنسبة لي وترددت بالإجابة، نظر إلي رحمه الله وقال يا بنيّ عليك أن تتعلم شيئاً مهماً، مهما اختلفت في الرأي انت وصديقك فهناك لغة للحوار ولا تلجأ إلى العنف أبداً لأن العنف لغة الجاهل، وعليك أن تعلم انك الآن في مرحلة الدراسة وكل طلاب مدرستك هم أصدقائك سواء عرفتهم ام لم تعرفهم، وعندما تكبر وتنتقل إلى مرحلة جديدة كالجامعة مثلاً سيصبح جميع طلاب جامعتك أصدقائك، وعندما تكبر أكثر وتصبح مواطناً صالحاً، سيصبح كل المواطنين أصدقائك تختلف معهم بالرأي ولكنك لن تختلف معهم على حب الوطن والقائد وستسعون جميعاً لرفعة الوطن وإعلاء شأنه، أجبته ماذا علي أن أفعل الان يا أبي، فقال لي انت من سيقرر ماذا ستفعل! ، ذهبت إلى صديقي وعندما طرقت باب بيته وفتح الباب لي بابتسامة بريئة وصادقة اعتذرنا في نفس الوقت لبعضنا البعض، و هذا ما يجب أن تنشأ عليه الأجيال. فإن زرعتم قمحاً ستحصدون قمحاً وإن زرعتم شوكاً ستحصدون شوكاً ، فازرعوا في أطفالكم ورداً حتى تحصدوا ورداً وزهراً. #شبابنا_مستقبلنا #العنف_الجامعي #سالم_العواملة 
