الرئيسية فكر وأدب وثقافة رفعت سعيد باشا الصليبي -بقلم كمال قطيشات

رفعت سعيد باشا الصليبي -بقلم كمال قطيشات

4015

البلقاء اليوم - 11001829_642642389197756_7362273586282670249_n صحيفة البلقاء اليوم الالكترونية -السلط أديب راحل -- رفعت سعيد باشا الصليبي بقلم : كمال هاشم قطيشات التقارير المحفوظة لدى سجلات دوائر القضاء في كل من السلط واربد والكرك تشير الى نزاهة هذا الشاعر الموظف ودقتة في عمله منذ كان محاميا حتى تولى القضاء فهو رجل قانون حازم بالاضافة الى كونه اديبا، ولديه ميل قوي للشعر خاصة اذ كان عضوا بارزا في الندوة الادبية التي كانت تضم بذور الأدب الاردني وخميرته مصطفى وهبي التل وحسني فريز وناصر الدين الاسد ومحمد سليم الرشدان وعبدالحليم العباس . انه المرحوم الشاعر رفعت الصليبي الذي وقع صريعا بعيار ناري اطلق خطا من بندقية صاحبه بينما لم يتجاوز السادسة والثلاثين من عمره وكان ذلك عام 1952 م . للشاعر الفقيد ديوان مخطوط يحتوي على ستين قصيدة مختلفة الاغراض ولعل ابرز تلك الاغراض الجانب الوطني منها ، فقد احب الشاعر بلدته السلط حبا عميقا ويتمثل ذلك قوله في واديها الجميل حننت الى الوادي الى مسرح الصبا الى روضه الزاهي الى مائه العذب مرابع فيها من شبابي بعضه وفي هيكي من مائها ومن التراب حملت لها الاخلاص ملء جوانحي وأهوى مغانيها على البعد والقرب واذرف دمع العين لما ذكرتها وتصبوا لها نفسي ويهفو لها قلبي ----------------------------------------- على ان حب شاعرنا لم يقف عند مدينته بل تعداها الى وطنه الكبير نحن منذ الازل امة للخلود ما اعترانا ملل او ثناها قعود همة لم تزل من تراث الجدود

واذا ما تصفحنا قصائد الشاعر فانها لا تخلو من الشطحات التي تعبر عن الجانب الوجداني والعاطفي في اشعاره فمن قوله في احدى قصائده وواد كانفاس المحبين في القرب نسائمه السكرى على مائه العذب فسقيا لايام الصبابة والحب فهل ترجع الايام احلام انسنا فنرضى عن الايام مغفورة وهيهات عهد الحب ليس براجع فصبرا على الوجد المبرح يا قلبي ومن الاغراض الشعرية لدى الشاعر ايضا الرثا حيث رثى عددا من اصدقائه واحبابه وفي واحدة منها في رثاء صديقه مصطفى وهبي التل قال فيها اسفا لقد طفيء السراج بليلة وخبا الشهاب وانفض عقد السامرين فلا غناء ولا شراب والكوخ اقفر لا انيس به وقد ذهب الصحاب وعلى امام الشعر في الاردن قد ضربوا القباب فالاردن الباكي يكاد يميد من هول المصاب حزنا عليك على القريض العف والأدب اللباب --------------------------- كان رحمه الله ذا خلق رفيع وذا هيبة ووقار هادئا صامتا دمثا رقيقا ن قليل الاختلاط بالناس حساسا يثور لكرامته ثورة لاهبة في حين تراه يفيض عذوبة وتسامحا وكان رحمة الله يمارس هواية الصيد التي ولع بها كثيرا حتى وقع بطريق الخطاء صريعا برصاصة من بندقية صاحبه وهو خارج للصيد في الكرك فنقل الى السلط ودفن في مقابرها ورثاه كثيرون من الشعراء منهم صديقه الشاعر رشيد زيد الكيلاني حيث قال في قصيدتة الرثائية أسفاه كيف عدا الزمان الغادر ظلما وما رحم القضاء الجائر حتى هوى البدر الاثم وغاب عن افاقنا ذاك الشعاع الباهر يا صاحب الخلق النقي ومن له الكف المنزه والضمير الطاهر من للقضاء وانت نور جبينه هاد وسبل المعضلات دياجر يا ايها العلم الذي تزهو به اجيالنا طول المدى وتفاخر فلك الماثر بيننا لا تنمحي ولك المحامد والثناء العاطر




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا