الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الجامعة الإسلامية والتعليم في السلط منذ 1329م .. عمر سامي الساكت

الجامعة الإسلامية والتعليم في السلط منذ 1329م .. عمر سامي الساكت

1126

البلقاء اليوم - عمر سامي الساكت
الجامعة الإسلامية والتعليم في السلط منذ 1329م
عمر سامي الساكت

تشير المصادر التاريخية إلى الإهتمام العلمي الكبير بمدينة السلط، ففي عام (729هــ/1329م) أنشأ الأمير سيف الدين بكتمر، الجامعة الاسلامية في الصلت "السلط" وسميت باسمه "المدرسة السيفية" واختصت بتدريس المذهب الشافعي، وأول من تولى التدريس فيها شهاب الدين داود بن سليمان الكوراني (عالم وفقيه جليل توفي في السلط) بعد نقله من مدرسة الشام البرانية وهي أكبر مدارس دمشق أنذاك، كما يذكر أن الأمير سيف الدين اسنبغا ابن الأمير سيف الدين بكتمر قد أنشأ المدرسة البوبكرية في القاهرة وهي جامعة اسلامية أيضاً على طراز التي بناها والده في السلط.

وتبع ذلك إهتمام الفقهاء بالسلط فتخرج من مدرستها السيفية قضاة وعلماء بلاد الشام مثل قاضي دمشق و قاضي نابلس و قاضي عكا و قاضي الصلت والجدير بالذكر أنه كان يطلق على من درس فيها لقب "الصلتي" وهي إشارة إلى علمه وفقهه من هذه الجامعة العريقة، حيث تخرج منها العديد من العلماء كالشيخ نعمة الملقب بالصلتي ، القاضي برهان الدين الصلتي الحسيني الشافعي تولى نيابة القضاء في دمشق والمتوفي عام 1513م ، والتاجر عبدالوهاب بن ابي بكر الصلتي المتوفي 1492م، القاضي موسى برهان الصلتي المتوفي 1528م والعديد من العلماء الأجلاء التي لا يسعنا حصرهم.

كما تشير بعض المصادر إلى أنه في عام 1850م تم إنشاء مدرسة في السلط على نفقة بطريركية الروم في القدس، وفي عام 1870م أفتتح أول مكتب لتدريس الصبيان المسلمين ومن ثم تلاها مكتبان، وفي ذات العام أفتتح اللاتين مدرسة الصبيان، ثم في عام 1871 أفتتحت أول مدرسة للبنات من قبل اللاتين، وقد أنشات البطريركية اللاتينية مدرسة السلط عام 1883م وأنشات الراهبات الوردية في القدس فرعاً لها في السلط في عام 1887، بالاضافة بانه في عام1881م إنتشر بما عرف بالكتاتيب أو مدارس الشيوخ أو المكاتب الأهلية كما كان يطلق عليها السلطية، ففي كل محلة شيخ أو أكثر يقوم بتدريس الصبيان في بيته وكان التدريس يقتصر في الربيع أو الصيف فقط، يتعلمون فيها القرآن الكريم وعلوم الدين ومبادئ الحساب واللغة العربية وغيرها من العلوم.

ويذكر إنه في عام 1883م قد تشكل أول شعبة للمعارف في السلط من نائب القاضي رئيسا أول والمفتي رئيسا ثاني، وعضوية كل من: خيرو أبوقورة، راغب شموط، سالم الحسين أبوحمور، بخيت الابراهيم ، كايد الياسين، علي الحاج عطية، يوسف مهيار، داود مهيار، عبدالقادر (أعتقد من آل عطية الكرام)، والكاتب خليل وهبة، وفي احد تشكيلاته بعضوية: داود عدالرزاق طوقان، احمد عبدالهادي، علاء الدين طوقان "امين للصندوق"
وفي عام 1923م تم أفتتاح القسم الليلي في مدرسة تجهيز السلط مما جعلها مدرسة لجميع مناطق الأردن، وقد كانت منزل عبدالله مصطفى الدواد "خلف السرايا" ليكون مناماً للتلاميذ، كما استخدمت دار السكر القريبة من منزل الداود، للمحاضرات العلمية ، وقد اهتمت ادارة المدرسة بصحة التلاميذ ومكافحة انتشار الامراض بطلب ممرض مقيم من ادارة المعارف إلا انه كان صعف في تلك الفترة فطلب مدير المدرسة التعاون مع الصحة للكشف على الطلاب من قبل طبيب، بل وطالب بتوفير الادوية الضرورية للطلاب وتم ذلك، كما ساهمت البلدية في دعم التعليم والطلاب حيث خصصت يوم مجاني يستحم فيه الطلاب في الحمامات التابة للبلدية ومجاناً وباشراف البلدية.

وقد ساعد ذلك في نشر التعليم وزيادة الثقافة في المجتمع المحلي خاصة، حيث يشير الرحالة "سلاه ميريل" الذي زار السلط عام 1876 يذكر أن أحد تجار السلط قد تحدث معه باللغة الإنجليزية، كما ذكر أن أحد الشبان قد استفسر منه عن الطريق المؤدي إلى بيروت ليلتحق بكلية البروتستانت (الجامعة الأمريكية في بيرت فيما بعد)، كما يشير الرحالة "لورانس اوليفنت" الذي زار السلط 1879م بأنه شاهد عدة مدارس فيها بينما لم يشاهد إلا مدرسة واحدة في إربد، وذكر أن قائمقام السلط داود العبادي كان يتكلم الفرنسية وقليلا من الانجليزية.

ويلاحظ أن غالبية المعلمين هم من السادة الأكارم الذين وفدوا إلى السلط سواء من فلسطين أو سوريا أو مصر ولعبوا دوراً أساسياً في تأسيس وتنشيط التعليم في السلط، وهذا يجب الإعتراف بفضلهم؛ ويدل ذلك على أن المجتمع المحلي السلطي قد إستوعبهم بل ويذكر أن شيوخ ووجها العشائر والمجتمع المحلي في السلط يتسابقون على تقديم السقاية والرفادة والحماية لهم وكثر إستضافتهم بالمجالس إحتراما لهم ونشراً للثقافة وقد أهدى وجهاء السلط أراضي وبيوت لنخب المعلمين ومؤسسة التعليم في السلط ليستقروا فيها وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من مجتمعها.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا