الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. من علامات آخر الزمان

البلقاء اليوم - الدكتور محمد بزبز الحياري ..يكتب .. من علامات آخر الزمان

#البلقاء #اليوم #السلط

بداية نقول ان هناك سرعة بديهة للرجال (والنساء ايضا)، وحسن تصرف وخروج من مأزق ، نعترف بها ونقدرها ولا نقصدها بالسطور القادمة ، خوفا ان يذهب الفهم والادراك لدروب لانقصد الخوض بها اصلا ونحن بمعرض تفنيدنا
للارتجال والمرتجلين.

نقول:
الارتجال ليس مفردة ومفهوم مشتقان من الرجولة، بل إن الرجولة بكل معانيها تتناقض مع الارتجال، فهذه مفردة معناها برايي إفلاس الشخص (المرتجل) من أي تمكن ومن أي معلومة او خبرة، من ناحية اخرى يمتد معناها لإنعدام الحنكة وإنعدام الأدوات والوسائل.

نحن للأسف في مرحلة المرتجلين ونعيش نهج الارتجال في السياسة والادارة و...و...،الخ ( الا من رحم ربك) وكلما زاد الارتجال واستفحل، فبالضرورة أن الرجال تتراجع، والرجولة تنحسر، خصوصا اذا كان هذا الارتجال ليس له مقوما الا المال والتفاهة والعلاقات المشبوهة.

قد يكون الارتجال، مع جودة المرتجل ، به ميزة فقط في خِطبة عروس أو في هرج بديوان ، او في بعثرة نقود هنا او اسرافها هناك،بالاضافة لما تم ذكره ببداية المقال، أي بدون تحضير مسبق لكن الارتجال في الإدارة للشؤون الخاصة والعامة للأفراد وللمجتمع ما هو إلا سبة وعار على كل من إدعى رجولة وحنكة وسياسة وادارة.
للامانة تجد المرتجل احيانا ينجح في مجال ما، مما يوهمه ويغره انها حالة نجاح كاملة، وعامة، ونقول له ، لا تسقط نجاحك في مجال ضحل على كل المجالات، ويصيبك الاعجاب بالذات وتدعي انك ناجح ويجتاحك شعور الرجولة الزائف في كل شيء.

نلاحظ ايضا ان المرتجل اذا تمكن واستبد، يبعد الرجال من حوله و يحيط نفسه بالمرتجلين امثاله ليوهموه ويجعلوه يحلق عاليا في حالة من الغرور والنشوة الزائفة عمادها الاعجاب المفرط بالنفس ، وان حالتك ياهذا حالة فريدة، ولم تلد النساء مثلك ولن يكون، ويتمايل رأسه طربا لذلك ... وهنا تكبر الفقاعة وتتضخم.
لكن للارتجال ثمن لا بد وان يدفعه صاحبه بنهاية المطاف ، ولا بد للفقاعة ان تنفجر ، وهذا ليس مهما ولا يعنينا بقدر ما يعنينا كم ستدفع المؤسسة والمجتمع ككل ثمن هذا الارتجال وجوقة المرتجلين وتكون قد وقعت الفأس بالرأس .

وفي الختام نقول انه : وإن انحسرت الرجولة مؤقتا فلابد لها من عودة، وعندها سيتبدد ويتلاشى الارتجال والمرتجلون وإن استمرت فلا شك انها من علامات آخر الزمان هذا والله اعلم.

د. محمد بزبز الحياري