الجمعة ,22 أغسطس, 2025 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم محمد عبدالله اسميك … إرث الخير ومسيرة العمل الممتدة لثلاثة عقود

محمد عبدالله اسميك … إرث الخير ومسيرة العمل الممتدة لثلاثة عقود

63

البلقاء اليوم - #محمد #عبدالله #اسميك … إرث الخير ومسيرة العمل الممتدة لثلاثة عقود

كتب : ليث الفراية

في مسيرة المجتمعات، هناك أسماء تبقى خالدة لأنها ارتبطت بالعطاء، وأخرى تُخلّد لأنها صنعت حضورًا في ميادين الأعمال، غير أن اسم محمد عبدالله اسميك يجمع بين المعنيين معًا. فهو ابن عائلة عُرفت بكرمها وإنسانيتها، والابن البكر للمرحوم الحاج عبدالله اسميك الذي ترك بصمة عميقة في المجتمع عبر أعمال الخير والإحسان. لم يكن الحاج عبدالله مجرد رجلٍ عُرف بسخائه، بل كان مدرسةً في القيم الإنسانية، علّم أبناءه أن الكرامة في العطاء، وأن القيمة الحقيقية للإنسان بما يقدمه لمجتمعه. ومن هذا المنطلق، وُلدت مسؤولية محمد، الذي حمل إرث والده وواصل المسيرة على نهج قوامه الإخلاص والانتماء.

لقد أدرك محمد عبدالله اسميك باكرًا أن الإرث لا يُحفظ بالكلمات ولا بالمكانة الاجتماعية فقط، بل بالعمل الجاد وبناء الذات. لذلك انخرط منذ شبابه في عالم الأعمال، متدرجًا خطوة بخطوة، حتى راكم خبرة امتدت لأكثر من ثلاثين عامًا في ميادين التجارة والإدارة. هذه العقود الثلاثة لم تكن مجرد سنوات مضت، بل كانت محطات خبرة وتعلّم وتجربة، صقلت شخصيته ومنحته رؤية متعمقة في فهم الأسواق، وآليات النجاح، وأهمية اتخاذ القرار الصائب في اللحظات الفارقة. لقد عرف معنى أن يكون رجل الأعمال حاضرًا في السوق، ولكنه أيضًا قريب من الناس، يحمل همّهم ويدرك تطلعاتهم.

وإذا كانت التجربة العملية قد منحت محمد اسميك الخبرة، فإن الخلفية الأكاديمية أمدّته بالأدوات اللازمة لصياغة فلسفة إدارية متوازنة. فقد حصل على درجة البكالوريوس في الموارد البشرية، وهو تخصص عزّز من إدراكه لقيمة الإنسان كأصلٍ أساسي في أي مؤسسة ناجحة. فالاستثمار في الإنسان بالنسبة له ليس خيارًا، بل ضرورة، لأن العقول هي التي تصنع الثروة وتضمن استدامة النجاح. لقد مكّنه هذا التخصص من الجمع بين فهم الجوانب التقنية في عالم الأعمال، وإدارة العنصر البشري بذكاء واحترافية، وهو ما انعكس بوضوح على تجربته العملية وساهم في تميّزه.

إن شخصية محمد عبدالله اسميك تحمل مزيجًا متفردًا بين الأصالة والطموح. فهو من جهة ابن بيئة أصيلة تربى فيها على القيم الإنسانية النبيلة التي تركها والده، ومن جهة أخرى رجل عصامي صاغ مسيرته العملية بجهد متواصل، وطموح متجدد لم يعرف التوقف عند محطة واحدة. هذه الثنائية جعلته شخصية تحظى بالثقة والاحترام، سواء في محيطه الاجتماعي أو في أوساط العمل. فهو ليس مجرد وريث لاسم كبير، بل صانع لمسارٍ خاص به، يضيف إلى الاسم ولا يكتفي بالاحتماء به.

وما يميز مسيرة محمد اسميك أنه لم يجعل العمل التجاري مجرد وسيلة للربح، بل ربطه دائمًا بالبعد المجتمعي. لقد ظل قريبًا من مجتمعه، مؤمنًا بأن مسؤولية رجل الأعمال تتجاوز الأرباح إلى خلق أثر إيجابي يلمسه الناس. لذلك، ارتبط اسمه على الدوام بالالتزام والمروءة والحرص على أن يكون جزءًا من النسيج الاجتماعي الذي نشأ فيه. فنجاحه بالنسبة له ليس في حجم الأرقام، بل في حجم الأثر الذي يتركه في محيطه، وفي قدرته على أن يكون حاضرًا ومؤثرًا في حياة الآخرين.

ومؤخرًا، جاء تعيين السيد محمد عبدالله اسميك مديرًا عامًا لمجلس قلقيلية تتويجًا طبيعيًا لمسيرته وخبراته الطويلة. فقد حمل هذا المنصب أبعادًا إضافية لمسؤولياته، وفتح أمامه مجالًا أوسع لترجمة رؤيته التي تقوم على الدمج بين الإدارة الفاعلة والتنمية المستدامة. فهو يرى أن نجاح أي مؤسسة أو مجلس لا يُقاس فقط بقدرتها على تسيير أعمالها، بل بمدى انعكاسها على حياة الناس اليومية، وتقديم حلول عملية لمشكلاتهم، وخلق بيئة تنموية متوازنة تعزز من ثقة المواطن بمؤسساته.

أما رؤيته المستقبلية، فهي رؤية شمولية تنطلق من الإيمان بأن التطوير يبدأ من الإنسان أولًا، مرورًا بخلق بيئة إدارية عصرية تعتمد على الشفافية والحوكمة الرشيدة، وصولًا إلى بناء مشاريع نوعية تسهم في رفع كفاءة العمل المؤسسي وخدمة المجتمع. ويؤكد السيد اسميك أن طموحه في موقعه الجديد لا يقتصر على إدارة المجلس، بل يتعداه إلى صياغة نموذج يحتذى به في الإدارة المحلية، يقوم على التفاعل المباشر مع الناس، والاستماع لهم، وتحويل احتياجاتهم إلى خطط عملية قابلة للتنفيذ.

واليوم، يقف محمد عبدالله اسميك عند مرحلة ناضجة من حياته ومسيرته المهنية، محمّلًا بخبرة عقود طويلة من العمل، وبإرثٍ عائلي راسخ، وبطموح لم يخفت بمرور السنوات إنه رجل يعرف أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع، وأن النجاح الحقيقي هو ذاك الذي يجمع بين تحقيق الإنجاز الشخصي وخدمة المجتمع. ومن هنا، يواصل مسيرته بثبات، مستندًا إلى إرث والده ومتحصّنًا بخبراته، عازمًا على أن يكون اسم "اسميك" كما كان دائمًا، عنوانًا للقيمة والكرامة والعطاء.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا