السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم المحامي عارف الوشاح .. يكتب .. "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"

المحامي عارف الوشاح .. يكتب .. "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"

181

البلقاء اليوم - "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"

هكذا كان خطاب الفاروق عمر بن الخطاب فى وجه عمرو بن العاص حاكم مصر عندما كان واليًّا على مصر فى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث تسابق ابنٌ عمرو بن العاص مع غلام من الأقباط فى سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطى وهو ابن والي مصر، فقام والد الغلام القبطى المضروب بالسفر بصحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، وفي مجلس أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، ناول عمر الغلام القبطى سوطًا وأمره أن يقتص من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى استوفى حقه وشفى غله . وقال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً عبارته المشهورة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟؟؟.

القصة ليست جديدة فقد درسناها في سني عمرنا الأولى ، لكنها مناسبة لكل وقت و حين، فالعدل هو ما يدفع رجلا مثل ابن الخطاب يحكم إمبراطورية ممتدة الأطراف خاصة بعد أن فتح بلاد فارس وأسقط كسرى من فوق عرش فارس وهزم البيزنطيين وفتح بلاد الشام ودخل مصر بوابة أفريقيا، ومع هذا اقتص لرجل من عامة الشعب المصرى وانتصر للحق على والى مصر وابنه.

هذه مفاهيم "العدل والكرامة وحقوق الإنسان عند عمر بن الخطاب التى صانها وجعلت منه أيقونة تملأ الدنيا غربا وشرقا، وفلسفة الجملة أنها تنتصر للضعيف على حساب القوى، لقد تصرف ابن عمرو بن العاص بمنطق "ابن الحاكم" وهى صورة تقليدية ممتدة على طول التاريخ الإنسانى قائمة على الاستهانة بالشعب، لكن المختلف هو موقف عمر بن الخطاب وهو الذى يكسر الصورة النمطية للحاكم.

لم يقصد عمر ابن الخطاب توبيخ عمرو بن العاص لشخصه، إنما اراد ترسيخ منهج حياة في مستقبل التاريخ الإنسانى، ضد الظلم ، لذلك أصبحت هذه العبارة مفتاح لكل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان.

وبعد أن قامت الثورة الفرنسية على الظلم، وقامت الاحتفالات بانتصار الثورة، وضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم جاء فيه:
"يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده"

حينها رفع (لافييه) كاتب البيان رأسه وقال:

"أيها الملك العربى العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذى حققت العدالة كما هى"
أسوق هذه القصة وغيرها في تاريخنا العربي والاسلامي وفي تراثنا العشائري ومفهوم الشيخة والزعامة الكثير من القصص القائمة على تحقيق العدالة والاقتصاص من القوي لحق الضعيف ومبادئ حقوق الانسان التي يتغنى به الغرب وهم منها براء ، ونشهد صور من التحيز الفاضح للولايات المتحده الامريكية مع الكيان الصهيوني الغاشم ومناصرته للباطل رغم وضوح الحق الأبلج
لا بل ان في قضائنا العادل وعند استجواب احد الاطراف لا يجوز طرح المناقشة بطريقة التلقين ويقوم القاضي العالمي غير العادل الرئيس الامريكي الذي تلجأ اليه الدول للحصول على حقها بتلقين الطرف الظالم ومناصرته بانه في حالة دفاع عن النفس و ان الضحية هو السبب في وقوع صاروخ على مستشفى المعمدان في غزه،
بهذه المفاهيم ساد الاسلام وامتد شرقا وغربا ولم نشهد ما نراه اليوم من تحيز وظلم وتجبر قوى الشر والطغيان
بقلمي المحامي/
عارف الوشاح
ملتقى الطف.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا