السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم "الدولة المارقة" سقطت بعد 75 عاما من الأكاذيب (بورتريه)

"الدولة المارقة" سقطت بعد 75 عاما من الأكاذيب (بورتريه)

246

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

السرد أو الرواية الصهيونية تتهاوى، وتنكشف عورة هذا الاحتلال أمام العالم بعد أن سقطت ورقة التين التي كان يخبئ سوأته خلفها، وسقطت "الحصانة" التي تمتع بها قبل 75 عاما بدعم من الحكومات الغربية، فأخذ يتصرف باعتباره فوق المساءلة، وفوق القانون الدولي والإنساني.

75عاما من الدعاية والسرد التاريخي المبتذل الذي أعمى العالم عن رؤية حقيقة #الصراع #العربي #الإسرائيلي، العالم الذي وقع تحت تأثير مخدر الرواية الزائفة المصطنعة والمصنعة، التي وقف وراء تسويقها مؤسسات إعلامية غربية ضخمة، و"لوبي" صهيوني متجذر في جميع أنحاء العالم، ومراكز أبحاث ودراسات، ومؤرخون زائفون، و"هوليوود" بسحرها ونفوذها وبذخها، ونخب سياسية مائعة باعت ذمتها وضميرها بحفنة من الدولارات .

كل ذلك تهاوى وتلاشى مثل سراب بقيعة، بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حين أعادت غزة كتابة التاريخ وأسقطت أسطورة الدولة العبرية (القوية والمسيطرة والعصية على الهزيمة والآمنة) بعد أن تمكنت فئة قليلة مؤمنة من السيطرة على مساحة واسعة من فلسطين المحتلة لمدة تزيد على 6 ساعات دون أية مقاومة من العدو.

فشل أحد أقوى الجيوش في العالم في إنقاذ نفسه وشعبه، وتحولت جميع برامج وأجهزة الاستخبارات والتجسس، التي سوقها للعالم، بوصفها الحل للمقاومة وللمعارضة، إلى خردة.

وحين استفاق هذا الكيان الهش على الواقع طفق يخصف على نفسه روايات مفككة سقطت الواحدة تلو الأخرى، وتحولت روايته للأحداث إلى سخرية في العالم، وبدأ المواطن في الغرب، تحديدا، يسأل ما الذي حدث قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وأدى إلى هذا الحدث الضخم الذي صعق العالم؟ وهو ما أعاد الكثيرين إلى بدايات اغتصاب فلسطين، وما جرى من جرائم ومجاز واضطهاد للشعب الفلسطيني، وسرقة لوطنه وإحلال أوروبيين وغربيين في بيته الذي طرد منه إلى الشتات أو العيش كمواطن من الدرجة الثالثة على أرضه المغتصبة.

وتحولت تبريراته وأكاذيبه إلى نوع من الكوميديا السوداء، فقد بدا للعالم، وبشكل لا لبس فيه، أن الاحتلال لا يقاتل المقاومين في غزة، وإنما ينتقم من الشعب الفلسطيني، بمحاصرته وقتله وتجويعه، وبحرمانه من كل الأساسيات الضرورية في الحياة، فحتى اليوم استشهد نحو 24 ألف فلسطيني وفلسطينية، 70% منهم من الأطفال والنساء والأمهات.

اتكئ الاحتلال ومن خلفه الغرب على وسائل الإعلام التقليدية في الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل خاص، لترديد روايته، والتي حجبت الرواية الفلسطينية والعربية وتحيزت بشكل كامل للرواية الإسرائيلية، فبدت هذه الوسائل هرمة فقدت تركيزها، عاجزة تردد الأكاذيب بطريقة مخزية افتقدتها احترام العالم فانكشفت عورتها وعورها وعارها.

ونسي الاحتلال والغرب أن وسائل الإعلام الهرمة التي أكل عليها الدهر وشرب، ونخرها السوس وأكلتها العثة، لم تعد مشاهدة مثل السابق، ولم يعد المشاهدون ينتظرونها لمعرفة ماذا يحدث في العالم.

وبان الجيل الجديد، الجيل زد، جيل الألفية، له وسائل إعلامه الخاصة به إذ يكفي أن يلمس هاتفه الذكي أو جاهز الكمبيوتر المحمول أو أية وسيلة تقنية حديثة حتى يعرف الحقيقة ويكتشف ماذا يوجد في سلة الأكاذيب، وماذا يخبئ الحاوي تحت قبعته من حيل وخدع .

اعتمد هذا الجيل على نفسه، بعد أن أتقن استخدامه الواسع للإنترنت من سن مبكرة. أبناء الجيل زد عادة ما يكونون متكيفين مع التكنولوجيا، والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يشكل جزءا كبير من حياتهم الاجتماعية ومداركهم ووعيهم، وهو جيل الجامعات والمنظمات الشبابية وقنوات الفيديو والبودكاست وغيرها.

وأخذ هذا "المواطن العالمي الرقمي" الذي يعيش حياة إلكترونية كاملة، في استغلال جميع المنصات الاجتماعية لإيصال الصور والأخبار والفيديوهات إلى جميع أنحاء العالم، فانقلب السحر على الساحر، وأخذا العالم يصحو من غفوته وكبوته، ومن 75 عاما من الأكاذيب والروايات الزائفة ويبحث عن الحقيقة.

وأمام الإبادة الجماعية في #غزة خرجت المظاهرات والمسيرات في دول كان رفع علم فلسطين فيها جريمة، لكن مع استمرار الجرائم الصهيونية وانكشافها للعالم، وسقوط سرده وظهور الرواية الفلسطينية بشكل واضح عبر منصات التواصل والإعلام البديل، تصاعد الحراك العالمي الذي كان في أغلبه من جيل منفتح وواضح وماهر تقينا، ويعتمد على نفسه لمعرفة الحقيقة.

في معركة الإنسانية يخسر أعداء الإنسانية، ويتفوق أحرار العالم ويعيدون كتابة التاريخ حتى أن هذه الدولة المتغطرسة تجر من أذنيها وشعرها وساقيها مرغمة للمثول أمام محكمة العدل الدولية، فخسرت المعركة القضائية إعلاميا، بغض النظر عن قرارات القضاة.

وسقط القناع عن القناع وظهرت صورتها الحقيقية في عقر دار حاضنتها ودعامتها وداعمتها، داخل الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي قال 66 % من الأمريكيين الذي استطلعت آراؤهم ممن هم تحت سن الخامسة والثلاثين بأنها لا يؤيدون ما يقوم به الاحتلال بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأن 52 % من الأمريكيين يتعاطفون مع الفلسطينيين.

لقد انهارت الاستراتيجية الإسرائيلية التي سادت طوال العقد الماضي والقائمة على تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع المحيط العربي، وعادت القضية الفلسطينية لتتبوأ صدارة المشهد العالمي، باعتبارها قضية التحرر الإنسانية الأولى في عصرنا.

بعد تطهير عرقي دام 75 عاما واحتلال أصبح الأطول في التاريخ الحديث، ونظام الأبارتهايد الأسوأ في تاريخ البشرية، وحصار متوحش على قطاع غزة استمر 17 عاما، ترافق مع 5 خمس حروب شنت على أهله وناسه، تواجه دولة الاحتلال للمرة الأولى في تاريخها، حقيقة كونها الكيان المارق الأكثر خرقا للقانون الدولي، وهذه هي البداية لمسار العدالة الذي لا يمكن إيقافه.

تاريخ "دولة" قام على الأكاذيب والقمع والتزييف، انكشف على حقيقته، وباتت دولة الخرافات والأساطير دولة منبوذة ينظر إليها العالم الحر كدولة مجرمة يخرج كل يوم أحرار العالم في منصات التواصل وفي الشوارع لإظهار دمويتها وتوحشها.

انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا