السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. منتدى بوابة السلط للحوار ووثيقة السلط الشعبية

الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. منتدى بوابة السلط للحوار ووثيقة السلط الشعبية

697

البلقاء اليوم - د. محمد بزبز الحياري يكتب

منتدى بوابة السلط للحوار ووثيقة السلط الشعبية

بحفل مهيب حضورا ورعاية ،تم اليوم ٢٠٢٤/٢/٢٥ اشهار منتدى بوابة السلط للحوار وكانت باكورة الافتتاح، تسليط الضوء على وثيقة السلط الشعبية ومراجعتها واضافة بنود جديدة لها لتظهر بحلتها الحديثة وهي المراجعة الرابعة للوثيقة هذا العام ٢٠٢٤، فقد انطلقت شرارتها الاولى عام ٨١ والمراجعة الثانية عام ٢٠١٠ والمراجعة الثالثة عام ٢٠١٧ .

جميل جدا ان يتنادى المثقفون بين الحين والآخر ويمارسوا دورهم الطليعي والتقدمي للانخراط بهموم المجتمع، وللحوار حول قضية ما وتبادل الاراء والخبرات لوضع حلول مقترحة وسبل تنفيذها لمعالجة خلل هنا او معضلة هناك ، وقد كان هذا التنادي قديما وحديثا، ومبهر جدا ان يكون الحوار حول وثيقة السلط الشعبية التي كان وما زال هم مؤسسيها ومراجعيها معالجة خلل طاريء حدث على عاداتنا وتقاليدنا ارهقنا اجتماعيا وكذلك اقتصاديا.

كانت خطوة رائعة من المؤسسين الاوائل للوثيقة ان جعلوا اشهارها برعاية ملكية سامية ليعم اثرها وتنسحب فكرتها على جميع مساحة الوطن وبدوره نادى الحسين رحمه الله لها الوجهاء والشيوخ من كافة المملكة ليكونوا شهود و شركاء بالفكرة وبالتنفيذ، ايضا كان المنتدى اليوم موفقا باختيار رجل بحجم دولة فيصل الفايز وما يمثله من رمزية عشائرية وسياسية على مستوى الوطن كاملا لتكون المراجعة الاخيرة للوثيقة برعايته.
لكن السؤال الكبير ما الذي حدث ويحدث على ارض الواقع بعد كل هذه السنوات و الصياغات والمراجعات ؟

باختصار شديد ان الذي حدث ويحدث على ارض الواقع مغاير تماما لما نادت به الوثيقة من لحظة اشهارها ولغاية آخر مراجعة لها هذا اليوم، باستثناء بنود بسيطة جدا غير مؤثرة ، فقد نحى المجتمع نحو تكريس العادات السيئة التي كانت الوثيقة تدعو الناس لالغائها، لابل كان هناك مغالاة في انتشارها والمبالغة بها،ولم اصل لهذا الاستنتاج الا بعد ان قيض لي ومجموعة من الاصدقاء مراجعة وتقييم جميع بنود الوثيقة كل بند على حده،( كيف دعت الوثيقة لمعالجة العادات السيئة ، ثم كيف تمخض الوضع عليه الان بهذه العادة).، وازيدكم من الشعر بيتا وابيات ، انه وخلال الاربعين سنة الماضية ظهرت بالمجتمع عادات طارئة ودخيلة على مجتمعنا ما كانت قبل الوثيقة وأخالها بحاجة الى شيء اكبر من الوثائق لمعالجتها، كأوامر دفاع وقانون طواريء، وانني هنا لا ادعو حرفيا لهذه القوانين لكي لايتهمني البعض بالمناداة لتطبيقها ،لكني اشير الى ما حدث اثناء جائحة كورونا وعند تطبيق هذه القوانين والاوامر كيف حَدّت بشكل منقطع النظير من هذه العادات واستبشرنا خيرا بانه سيتم الالتزام بها حتى بعد ايقاف العمل بها وستَجُبْ هذه العادات جملة وتفصيلا، لكن ما لبثت ان عادت حليمة لعادتها القديمة.

لا ابالغ ايها السادة ان قلت لكم ان اقصى اماني الان على المستوى الشخصي وبهذا الصدد، ان يعود حالنا الى ماقبل اعلان الوثيقة فهو والله ارحم مما آل اليه وضعنا الان.

انني ادعوا الى حوار عام وموسع وباطار عام اكاديمي يعتمد المنهج العلمي بالبحث والتحليل وبمشاركة علماء الاجتماع بجامعاتنا الرسمية والخاصة للبحث في:
سبل وآلية تنفيذ وتطبيق ما تدعو اليه الوثيقة، فالمشكلة لدينا بالتنفيذ ، التنفيذ فقط وليس بالافكار .

طرفة قاتلة على هامش الحفل : دعت الوثيقة بمراجعتها الاخيرة هذا اليوم لعدم التقبيل بالمناسبات وما ان انتهى الحفل حتى عم التقبيل ارجاء القاعة وكاننا نتحدى ونضحك على انفسنا .

د. محمد بزبز الحياري
٢٠٢٤/٢/٢٥

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا