تداعيات تدمير البرنامج النووي الإيراني .. الخليج يلتزم الحياد والعالم يترقّب الرد

البلقاء اليوم - #البلقاء #اليوم #السلط

تعرضت ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان لهجوم جوي مشترك شنته القوات الأميركية والإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق في هذه المنشآت، وسط تحذيرات دولية من تداعيات جيوسياسية وعسكرية خطيرة.

وأكدت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن "الهجوم ينتهك القانون الدولي"، مشددة على أن "مسار تطوير الصناعة النووية الوطنية لن يتوقف، وسندافع عن حقوقنا بجميع الوسائل، بما فيها القانونية". ووصفت الهجمات بأنها "عدوان سافر على مشروع وطني بني بدماء الشهداء".

ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مصادر أمنية أن منشأتي نطنز وأصفهان دمرتا بنسبة 75%، فيما أكملت صواريخ توماهوك الأميركية المهمة، بعدما أُطلقت 30 صاروخًا من غواصة على بعد أكثر من 400 ميل، إلى جانب 6 قنابل خارقة للتحصينات من طراز MOP على منشأة فوردو.

ووفقًا لـنيويورك تايمز، أخرجت التقييمات الأولية منشأة فوردو من الخدمة بالكامل، وهو ما أكده مسؤولون أميركيون. بينما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرات الأميركية ألقت نحو 30 طناً من المتفجرات على المنشأة نفسها.

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن "الآن بدأت الحرب بالنسبة لنا"، بينما بثّ التلفزيون الإيراني الرسمي تهديدات مباشرة قائلاً إن "كل مواطن أو عسكري أميركي بات هدفًا مشروعًا".
الخليج يرفض التورط
وفي موقف لافت، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن دول الخليج العربية أبلغت واشنطن وطهران رفضها المشاركة في الهجمات أو السماح باستخدام مجالها الجوي لتنفيذها. ونقل مسؤولون عرب أن السعودية أوفدت وزير دفاعها إلى طهران لإبلاغ المرشد الأعلى علي خامنئي برفض بلاده لأي عمل عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

وقالت ياسمين فاروق، مديرة مشروع الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، إن “قنوات التهدئة المفتوحة بين دول الخليج وإيران كانت فعالة حتى الآن في منع التداعيات العسكرية”.
توتر داخلي في واشنطن
في الداخل الأميركي، تصاعد الجدل بعد تأكيد شبكة سي إن إن أن كبار الديمقراطيين في لجان الاستخبارات لم يُبلغوا مسبقاً بالضربات، وهو ما دفع زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب إلى اتهام الرئيس دونالد ترمب بأنه "ضلّل البلاد وفشل في طلب تفويض من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية".

من جهته، نقلت شبكة سي بي إس عن مصادر مطلعة أن واشنطن أوصلت رسائل دبلوماسية إلى طهران تؤكد فيها أنها "لا تسعى لتغيير النظام الإيراني"، رغم شدة الضربات.
إجراءات أمنية وتحركات
في العراق، أفادت مصادر أمنية بانتشار مكثف حول السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء تحسبًا لأي رد محتمل، في حين قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر تابع تنفيذ الضربات من "قبو محصن" داخل وزارة الدفاع في تل أبيب.

في هذه الأثناء، ومع تصاعد التحذيرات من ردود إيرانية مرتقبة، قال مستشار استراتيجي لرئيس البرلمان الإيراني إن "المواقع النووية تم إخلاؤها منذ فترة"، في محاولة لتهدئة القلق المحلي.
الأسواق العالمية تتأثر
ورصد موقع بلومبرغ آثارًا فورية للهجوم على الأسواق المالية، حيث ارتفعت مؤشرات المخاطر الجيوسياسية، وسط توقعات بتقلبات إضافية في أسعار الطاقة والأسواق العالمية في حال توسع دائرة المواجهة.
في ظل هذا التصعيد غير المسبوق، يقف العالم أمام مرحلة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع حسابات الردع مع دعوات التهدئة، وسط ترقب لرد إيراني قد يشعل المنطقة بأكملها.