** عبدالملك عرفات يرحمك الله** بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط قبل سنتين خلتا وأثناء عملي في متحف الكتاب المدرسي الاردني ، والذي تتزين جنباته كتب الرياضيات ،والهندسة المستوية الشهيرة وللصفوف كافة ،والموشحة باسم الراحل العظيم عبدالملك عرفات ، ولأن باب أباء وأبناء وأحفاد في كتاب متحف الكتاب تراث ثقافي وذاكرة وطن ،الذي شارف على الانتهاء ،كان الأمر يتطلب الاتصال مع ذوي المؤلفين . من خلال ( الفيسبوك) تحدثت مع السيد أسامة عرفات ،المهندس المقيم في السعودية، عرفته بنفسي وطلبته أن يخبرني صلته بالأستاذ عبد الملك عرفات المؤلف الشهير للرياضيات وخاطبته بعبارة ( والدك أو قريبك المرحوم) ، فرد بسرعة ان والده ما زال على قيد الحياة وقد شارف التسعين عاما وهو في زيارة له في الرياض ، فأردفت مُحرجا أن يطيل الله في عمره . لم يتردد عبدالملك عرفات في تلبية الدعوة فبعد أيام من الاتصال مع أسامة كان يتجول بين رفوف المتحف وردهاته ، برفقة زوجته وابنته وزوجها ، ويتحدث عن كتبه بلهفة وشوق وكأنه بها بالأمس ، وكيف سهر الليلي في تأليفها ، حتى أن بعضا منها طبعه بمطابع (الاستانسل) القديمة على حسابه الخاص ، وجعله تطوعا بين يدي الطلاب • جال استاذنا الكبير بين الرفوف وتصفح كتبه القيمة ، وقد سألته عن زملائه المؤلفين في الأربعينات والخمسينات ، وهل هناك من هو على قيد الحياة لمقابلته ،أجابني عن بعضهم وخاصة المؤلف (حيدر حلاوة ) المؤلف في مادة العلوم ، وقد انتقل إلى جوار ربه وهو والد زوجته ، وكان مشرفا عليه في الأربعينات . • تحدثت مباشرة مع المعلم والمؤلف والكاتب والرياضي _ من الرياضيات _ عبدالملك توفيق عرفات ، فقال أن مولده في نابلس في فلسطين سنة 1925، ودرس في المدرسة الهاشمية وفي المدرسة الصلاحية ، ونجح في فحص الاجتياز إلى التعليم العالي الفلسطيني ( مترك فلسطين ) بامتياز في الرياضيات ، عمل معلماً للرياضيات والعلوم والرسم في مدارس عدة في فلسطين ، وفي سنة 1953 تعاقد مع الكلية العلمية الإسلامية بعمان معلماً للرياضيات التي أمضى فيها أربعة وعشرين عاماً ، وكانت أول باكورة تأليفه سنة 1954 اول جزء من الهندسة المستوية الشهيرة ، حيث قررت وزارة التربية والتعليم تدريسه كمنهاج في جميع مدارس المملكة ، وواصل تأليف كتب الرياضيات ، وقد اعتمدتها وزارة التربية والتعليم في مناهجها المدرسية. وجه اهتمامه في سنة 1966 إلى هندسة المرور، عندما زاد عدد السيارات في عمان العاصمة ألأردنية ، وُنشرت له مقالات عدة مدعمة بالخرائط في جريدة الجهاد يشرح فيها تنظيم المرور في عمان باستعمال الإشارات الضوئية على أساس الموجه الخضراء. • انخرط في لعبة الشطرنج وترأس الوفد الأردني للشطرنج في (اولمبياد الشطرنج) التي أقيمت في ليبيا 1976 ، والأرجنتين 78 ، ومالطا ، 80 وسويسرا 82 وعدة دول ،وقد منحة الاتحاد الدولي للشطرنج شهادة حكم دولي ، وللأستاذ عبد الملك عرفات انجازات أخرى في الحقل الفني حيث فاز في مسابقة تلحين نشيد العلم وهو النشيد الدارج في صباح كل يوم دراسي في مدارس الأردن ، كما سجلت له اذاعة عمان نشيد المعلم ، ونشيد الطالب ، ونشيد الحجيج ، ونشيد المولد ، ونشيد الام ، وامتدت مواهبه وإبداعاته إلى تأليف ثمانية كراسات خط لغة انكليزية اعتمدتها وزارة التربية والتعليم الاردنية في جميع مدارس المملكة . لا يسعني إلا أن أترحم على هذه القامة التي علمت وربت ودربت وثقفت وتركت إرثا من العلم والمعرفة عظيما، يُسجل في صفحات الخالدين ، وبعون الله في صحائف حسناته ، يرحمك الله يا أبا أسامة رحمة واسعة ، ويسكنك فسيح جناته ، ويُلهم أم أسامة وأسامة وأمجد وإيمان وأماني وكل آل عرفات الكرام الصبر والسلوان. مطلب العبادي 6/3/2016
