الثلاثاء ,14 مايو, 2024 م
الرئيسية مقالات حكومة النسور في سنتها الأخيرة

حكومة النسور في سنتها الأخيرة

1656

 البلقاء اليوم -السلط
د. فهد الفانك عندما يكـون الرئيس الأميركي في السنة الأخيرة من الولاية الثانية ، وتصبح مغادرة البيت الأبيض حتمية وشيكة ، يطلقون على الرئيس لقب البطة العرجاء ، أي أنه يكون شبه مشلول وغير قادر على الحركة وإنجاز أمور هامة ، لان مثل هذه الأمور تحتاج لوقت طويل لا يسمح به ما تبقى من عمر الرئاسة. ينطبق هذا الوصف على الوضع في الأردن فيما يتعلق بالحكومة والبرلمان ، فمن المؤكد أنهما في مرحلة ما من السنة الأخيرة لهما في السلطة ، ومعنى ذلك حدوث شبه شلل في الحياة السياسية ، فما يحدث بعد اليوم يقع تحت باب تصريف الأعمال ، وليس القيام بمبادرات واتخاذ قرارات. هناك وجهة نظر معاكسة تخص الأردن وحده ، وتحمي الحكومة من أن تصبح بطة عرجاء ، ذلك أن تحديد النهاية الزمنية للحكومة ، وعدم وجود أمل في عودة نفس الحكومة إلى السلطة بعد الانتخابات العامة يوفر للحكومة قدرة كبيرة على اتخاذ أصعب القرارات ، لأنها لا تعود تهتم بشعبيتها ، ولا تطمح بتجديد ولايتها. السؤال الآن هو ما إذا كانت حكومة الدكتور عبد الله النسور تفضل أن تكون بطة عرجاء تعمل على تصريف الأعمال بانتظار النهاية المحتومة ، أم حكومة جريئة وقادرة على اتخاذ أصعب القرارات مثل إصلاح الدعم. هناك إغراءات شخصية بأخذ خيار البطة العرجاء على قاعدة (يا رايح كثر من الملايح) ، بدلاً من تسديد ضربة قوية تقع في باب (هواة مقفي). هل سيسجل التاريخ لهذه الحكومة أنها بدأت قوية وجريئة وتولت الولاية العامة ولكنها انتهت بعكس ذلك ، أم يسجل أنها حكومة قوية حتى آخر يوم ، وأنها تفضل أن تترك حلولاً لا أن ترّحل المشاكل إلى الحكومة القادمة. خيار صعب لا يقبل الحل الوسط أو مسك العصا من المنتصف ، وعلى رأي إخواننا المصريين (يا أبيض يا أسود). عندما تقترب شمس حكومة على الغروب ، ينتهز رئيسها الفرصة لتقديم كشف للتذكير بإنجازاته ، وليس هناك شك في أن الدكتور عبد الله النسور سيكون لديه ما يقوله ، فهناك إنجازات بالفعل تستحق الذكر. ولكن خصوم الحكومة سيكون لديهم أيضاً ما يقولونه عن أهداف وإنجازات لم تتحقق أو تحقق عكسها.
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

براعم البلقاء

هموم وقضايا