الثلاثاء ,14 مايو, 2024 م
الرئيسية مقالات **هذا الشيخ (أمين) .. بقلم الاستاذ : مطلب العبادي

**هذا الشيخ (أمين) .. بقلم الاستاذ : مطلب العبادي

2501

    تنزيل (1) هذا الشيخ امين .. بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم --السلط في اوائل الستينات ، وفي أول خطوة في مدرسة عيرا ، وفي الاسبوع الاول من العام الدراسي الاول ، وكتاب الهجاء البسيط بين أيدينا ورائحة الكتب الجديدة تزكم ، بل تُعطر أنوفنا ، يدخل الأستاذين (يوسف نوفل ) ، ( عبدالجابرزكي )، وهما أول من علمنا الحرف الابجدي ، سيدخل عليكم الآن المفتشون هكذا قالا للصفوف المجمعة الثلاثة ، لم يظهر على الصفين الثاني والثالث أي ارتباك يذكر ، لكن الصف الأول أصابه الارتجاف والإرتباك ، دخل المفتشون ومن بينهم رجل لحيته سوداء ، وعمامتة ناصعة بيضاء وقميص وبنطال مغطيان بعباءة وليست بعباءة تشبه الدشداش ، ولكن مفتوحة من الامام ، وهي ما عرفتها لاحقا باسم الجبة ، طلاب الصفوف التي سبقونا وقد زارهم قبل ذلك قالوا هذا (الشيخ امين). عندما شاهدنا الشيخ الانيق الوسيم اقترب منا، وهدأ من روعنا ، وقال من لا يبكي منكم سأعطيه حبة من الحلوى ، فكنت أول الفائزين فقد منعت دموعي من النزول بالتي هي أحسن ، ويبدو انه أعد نفسه لهذه الغاية ، فبعد دقائق وأسئلة من هنا وهناك ، مد يده مرة أخرى ووزع على كل الصف الاول ، وعندما صار بقربي أعطاني مرة اخرى ، فترددت قليلا ، فقال لي خذ ، فالأولى ليست لها علاقة بالثانية ولكل ثمن ، فزرع في خاطري معنى العدالة . في السلط الثانوية كان زميل لنا في الصف الاول الثانوي اسمه عبدالرحمن ، وعندما ناداه المعلم في التفقد الصباحي بــ ( عبدالرحمن محمد امين الكيلاني ) ،نظرت إليه فوجدته يشبه ذلك الرجل الذي أعطاني حبة الحلوى قبل عشر سنوات ،على الاقل في لون الوجه المماثل له ، في (الفرصة ) كما كنا نسميها سألته عن ذلك الرجل صاحب العمامة والجبة فقال إنه والدي محمد أمين ، وهو نفسه الذي يطلق عليه الناس ( الشيخ أمين) . عندما عدت للجامعة على (كبر) كما يقولون لتكملة دراستي ، كانت هناك فتاة لطيفة ومحتشمة تلقي دروسها التربوية بكل حرفية ومهنية ، وقالوا اسمها الدكتورة صفاء الكيلاني ، فورا سألتها عن اسمها الكامل ، فاختصرت على العناء والبحث وقالت انا ابنة ( الشيخ أمين). أخذ اسم (الشيخ أمين) يتردد على مسامعي كثيرا في العمل التطوعي وفي التعليم والتربية وفي التصدي لكثير من الاشياء تبدو بنظره ونظر العديدين لا تليق بمدينة مثل السلط ، كافتتاح دار حديثة للسينما على سبيل المثال ، وكلما جرى حديثا بخصوص ذلك أو بما يشبهه ، فإن القول دائما وقف بوجه ذلك المشروع ( الشيخ أمين) . كثرت القصص عن ( الشيخ أمين) ولعل أبرزها قصة تلك الفتاة التي خرجت من بين ركام إحدى السيارات التي قُصفت في طريق الهجرة من فلسطين من طائرات الصهاينة ، وقد أصيبت هي والجندي الذي انقذها من بين نيران ( النابالم) ، حملها حتى وصلت مدينة السلط ، عندها نصحوه الناس بان يذهب بها لــ ( الشيخ امين) ، حتى عندما تم العثور عليها بعد عشرات السنين كان عن طريق (الشيخ أمين) . أعرف ان الحكايات والقصص المشرفه عن ( الشيخ أمين) لا حصر لها، ومن لديهم قصص عن ذلك الشيخ الجليل أيضا لا حصر لهم ، فما حديثي هذا إلا قطرة من بحر عمله الخيري وخلقه وتربيته ، يرحم الله (الشيخ أمين) رحمة واسعة ، ويبدله دار ا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وجيرانا خيرا من جيرانه ، وينقه من الذنوب كما ينقي الثوب الابيض من الدنس ،اللهم آمين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . مطلب العبادي




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا