جودة (الشوربجي) العمايرة .... بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط عندما زارنا ذلك الشاب المصري الأسمر عبدالفتاح الشوربجي في مدرسة أم جوزة في أواخر التسعينات كان اللقاء الأول ، دمث الأخلاق يجيبك بنعم بمعظم إجاباته ، حرف اللا يستخدمه لنفي شر أو مكروه ، (زي) هذه البلدة الاردنية الانيقة معشوقة الجميع ، عشقها (جودة) حتى العظم ، بل سمعته يقول سأموت إن خرجت من زي والأردن ، وقد حصل ولكن بداخلها ، فقد رحل جودة اليوم 25 / 4/2016 ، بعد ثلاث وثلاثين سنة من قدومه إليها ،ونام في ثراها قرير العين كما أحب . أهالي زي بكل مكوناتهم أحبوه وبادلوه نفس الشعور ، أجمعوا على دفنه في مقبرتهم حسب رغبته ووصيته كما ذكر لي خالد العمايرة ( أبو عصام) ، مثل ما فعلوا قبل سنوات عندما زفوه لعروسة الاردنية بموكب فرح قل نظيره لرجل وحيد المكان والزمان ، الباشا محمد رسول العمايرة زاد قدره واحترامه عندما أعلن من محراب الصلاة على روح الفقيد من مسجد زي الكبير ،أن مضافة العمايرة هي بيت عزاء (جودة ) ،وكان على رأس صف تقبل العزاء مع الدكتور سمير العواملة ،الأمر الذي جعل دموعنا تنهمر حزنا وألما وفرحة لموقف الود والوفاء بين هؤلاء الناس وذلك الرجل الغريب القريب ( جودة) ،وقد ضربوا أروع الأمثلة في ذلك ، بل إن مواقف (نخوة) أخرى من شاب متوقد كله حماس ورجولة (محمد النسور ) الذي صاهر المرحوم بشقيقته ، أن من كان له مطلبا ماديا عند (جودة) فهو عنده وبذمته . لو أسموك يا جودة ، جودة العمايرة ، أو جودة النسور أو جودة العواملة ، أو جودة الزعبي ، أو جودة السلطي الاردني فما زلوا وما خابوا ، فقد عشت عزيزا شريفا مكرما بين كرام الناس ومت كذلك . (جودة ) ، عبدالفتاح ، يا شربجي ، يا سلطي ، يا عميري ، يا زعبي ، يا أردني ،( إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير ) ، نم قرير العين في المكان الذي أحببته ، وبجوار فلذة كبدك ابنتك الوحيدة أطال الله في عمرها بين أخوالها وأهلها معززة مكرمة زهرة مصرية اردنية ، يرحمك الله يا (جودة ) ويسكنك فسيح جناته ، ويبدلك دارا خيرا من دارك وجيرانا خيرا من جيرانك وأهلا خيرا من أهلك إنه سميع مجيب ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . صديقك الذي يفتخر بصداقتك / مطلب العبادي 25 /4 / 2016 
