الإثنين ,29 أبريل, 2024 م
الرئيسية مقالات (أبو اسماعيل )الباكستاني …حجة بتقديسة بقلم الاستاذ مطلب العبادي

(أبو اسماعيل )الباكستاني …حجة بتقديسة بقلم الاستاذ مطلب العبادي

1271

(أبو اسماعيل )الباكستاني …حجة بتقديسة .... بقلم الاستاذ مطلب العبادي البلقاء اليوم -السلط في منتصف الستينات غادر باكستان ، ميمما أرض الحرمين التي يعشقها ، السفر كان صعبا مكلفا ، والحج شاقا ، جمع تكاليفه من الزمن يحتاج ردحا ، إلى أرض الأردن وصل ، إلى أكناف بيت المقدس ، ومراقد الصحابة أبو عبيدة وضرار وجعفر الطيار … يقول لمن روى حكايته ، أن رائحة الإيمان الرباني من خُزامى الاردن وأوليائه وأضرحة أنبيائه أنعشت كيانه ، وأسرت لب جنانه ، لكن الحرمين مقصده والحج لبيت الله الحرام مرامه . وصل مدينة الحبيب محمد ( صلى الله عليه وسلم) ، ومن لمح مآذنه عن بعد اهتز كيانة ، انهمرت دموعه فقد تحقق الجزء الاول من الحلم ، صلى في محرابه، وسلم على أصحابه ، وبات ليال طويلة مسرورا في رحابه .. (اللهم إنك أنت السلام ومنك السلام ، ادخلنا برحمتك دارك دار السلام) ، القول المأثور الذي حفظه من باكستان ليتلوه عند مشاهدة البيت الحرام ، مخلوقات بيضاء اللون تدور وتدعو الله الخالق بما فتح عليها ، يعلم أن الحج عرفة ، فكان حريصا على تأدية هذا الركن العظيم ، يتمتع ويعطر فمه بــ ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة ، لك والملك ، لا شريك لك) … وصل قبل حرب حزيران ( 1967 ) بأيام إلى أرض الاردن في رحلة العودة ، ولان قومه نصحوه بألا يعود دون (تقديسة) ، انتظر حتى انجلت الحرب طمعا في زيارة حيفا وعكا وغزة ، الصدمة لا تُطاق ، ضاعت القدس التي عرج على الاردن من أجلها ، الإقامة قرب النهر في الغور الأوسط بين عيرا والنهر أنسب الأماكن لتأدية (التقديسة) … يقول أبو اسماعيل لمرافقيه ومعارفه في حينه ، الأسبوع القادم ستكون الكرة وتعود القدس ،انتظر شهرا ، شهرين ، سنة ، سنتين ، عقدا ، عقدين من السنين ، كان خلالها يزرع البندورة ويبيعها ليس للتجارة ولكن ليعيش فقط ، ويصل للساعة المنشودة في زيارة الاقصى … نزلت للغور وأنا العارف بقصته وقد صار له من الأولاد والأحفاد ربما العشرات ، انظر لمزرعته ، لا أعرفه شخصيا ، ولكن أعرف حكايته ومكان إقامته ، وإن كان من تعامل معه ربما دون حفظ ملامحه عندما أبتاع منه حبات البندورة أو الخيار أو الباذنجان .. عندما تحدثت مع (أبو علاء وأبو زيد وأبو العبد) في سهرة عصماء لم تترك شاردة ولا واردة واللذين يعرفونه حق المعرفه ، ماقصة المزرعة الكئيبة بجوار القناة ؟؟؟، مزرعة (ابو اسماعيل) ، الإجابة الصادمة والتي ليس نكرانا للموت ، يرحمه الله فقد غادر الدنيا بدون تقديسة ، ودفن في أرض الاردن التي عشقها … وا لهف قلبي عليك يا أبا اسماعيل ، ظننت أن العرب سيستردون الاقصى بوقت قصير كنت تتمناه وتعود لوطنك بــ ( بحجة وتقديسة) ، خذلوك ، ( باقو) ، (قصروا) ، بل ، تآمروا ، ضاع كل شئ منهم غير القدس ، العراق وسوريا ولبنان ومصر واليمن وليبيا …يرحمك الله يا ابا اسماعيل ويرزقك زيارة الاقصى بمعناها وسموها الإلهي ، إنه على كل شئ قدير .. مطلب العبادي 6 / 5 / 2016   download (2)




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا