الرئيسية مقالات " شارع الوالد " .. بقلم :عبد الحميد الخراربة .

" شارع الوالد " .. بقلم :عبد الحميد الخراربة .

2992

11693937_1038979842809600_8761798617087259005_n     شارع الوالد بقلم :عبد الحميد الخراربة . البلقاء اليوم -السلط سيارات تتزاحم وتتراكم , وباصات تقف حائرة أمام أبواب أرزاقها التي أغلقت , وحشود تنتظر خلو الشارع و إغلاق تام للطريق , وتأخير للمارة وتعطيل لحركة السير , أشخاص علقوا بالأزمة المرورية لا ناقة لهم بها ولا جمل , أطفال محاصرون بسيارات ذويهم وأشخاص لا نعلم ماهي ظروفهم , تجبرهم ضيق عقول بعض السائقين إلى الوقوف صمتا تجاه من أغلقها احتراما منهم لمشاعر أهل المناسبة , أشخاص هربوا من حر مركباتهم الموقوفة تحت أشعة الشمس الحارقة إلى ظلال الأشجار في انتظار من يخلصهم من الأزمة الخانقة التي تسببت بها إعداد قليلة من السيارات المصطفة عشوائيا في وسط الشارع , امرأة في الحر الشديد منعها الخجل من الترجل من المركبة تكتوي بالحر الشديد وتجلس صامته في انتظار حركة مركبتها , وأمهات تمسح وجوه أطفالهن بالماء البارد لمقاومة الحر لعلها تقيهم أجواء تسبب بها أصحاب العقول الطائشة , و كبار في السن يحتاجون إلى إخراج "الووكر " من صندوق المركبة ليهربوا من أشعة الشمس الحارقة حتى تحين ساعة الفرج وتنفرج الأزمة , و مرضى يتأخرون عن مراجعاتهم في المراكز الصحية والعيادات والمستشفيات و طريق مغلق أمام أي حدث طارئ "لا سمح الله " و لا يوجد طريق حتى لسيارة الإسعاف إذا جاء بها القدر من هذا الشارع وكل ذلك إرضاء لعقول ضيقة تقود مركبات فارهه أغلقت الشارع وما زلنا نستمع لمحاضرات المنظرين في المجالس عن أهمية عدم الاصطفاف العشوائي في الشوارع وعند حدوث هذه الظاهرة نجدهم جزء من المشكلة وليس جزء من الحل وتعود هذه الظاهرة إلى الأفق بفضل المنظرين . كالعادة رغم التنبيه والتنظير والتطبيل والتزميروالسواليف و "الهجيني " تعود هذه الظاهرة لتطفو على السطح مرة أخرى , متى ندرك حرية الآخرين في استخدام الشارع العام ؟ متى نستطيع أن نتعامل مع الشارع العام كملك عام وليس كـ "قوشان ", نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا , متى نستطيع التعامل مع الآخرين كما نحب أن يعاملوننا ؟ متى نستطيع التعامل مع هذا الكوكب بطريقة تشاركيه مع جميع سكانه ؟ لماذا يشعر البعض أن هذا الكوكب ملك للوالد ؟ يصطف بشكل عشوائي و يغلق الشوارع و يزاحم الآخرين على مسارب سياراتهم , و يسلك المسرب المعاكس بدون أي اهتمام لحقوقه وحقوق الآخرين معرض نفسه و حياة الآخرين للخطر . الشارع ملك عام ومها كانت المناسبة لا يجوز التسبب في اغلاقة , ففي المناسبات تتحول مسيرة السيارات إلى تزاحم وسلب لجميع المسارب وإغلاق للشوارع واصطفاف عشوائي وإعاقة لحركة المارة , وما تجنيه من حسنات من مشاركة الآخرين في مناسباتهم تفقده على شكل سيئات جراء إغلاق الطريق على المارة والتسبب في إيذائهم و تأخيرهم عن مناسباتهم وأعمالهم وقضاء حوائجهم ,إن كنت تبحث عن الأجر فقد فقدته فقد نهى سيدنا محمد صل الله عليه وسلم من التزاحم على الكعبة وان كنت تبحث عن الجاه وتسجيل المواقف فقد تسمع مالا يسرك من كلمات وعبارات تساهم في شطب كرامتك من سجل الحضور , وان كنت تزاحم ليشاهد الآخرين نوع مركبتك فلك " البشارة " لا احد يهتم بماركة المركبة أكثر من ماركة عقول من يقودها. جميعنا علقنا بأزمات مرورية مفتعله من عقول ضيقة واصطفاف عشوائي سيئ وشعرنا بشعور مؤلم من هذه التصرفات الطائشة ,فقط كل ماهو مطلوب منا أن نتذكر شعورنا في تلك اللحظة عندما علقنا وتعطلت أعمالنا ومصالحنا ونتذكر أن الآخرين يمتلكون أعمال ومصالح و شعورا مماثلا في هذه اللحظة لشعورنا السابق جراء تعطل أعمالهم ومصالحهم فالكل معني بطريقة اصطفاف سيارته ومهما كانت المناسبة لا تبرر الاصطفاف العشوائي في وسط الشارع أو التزاحم على مسارب الآخرين أو السير بطريقة معاكسة في الشارع فقيادة المركبات أخلاق فمن يفقدها يفقد السيطرة على مجريات الأمور . لا تفعل شيئا أنت تبغضه واعلم أن ليس الجميع يمتلك طاقة الصبر الكافية لتحمل تصرفاتك والآخرين ليس لديهم الوقت الكافي للاهتمام بمناسباتك وظروفك , فقط طبق الحديث الشريف (( قال رسول الله صل الله عليه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) رواه البخاري ومسلم .




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا