الرئيسية مقالات صفنة الجاهة .. منع من النشر

صفنة الجاهة .. منع من النشر

3597

b53e8b78179f733e5837d16487876574 البلقاء اليوم -السلط دعونا نعترف نحن أمة تعشق الانفصام وتعيشه وتحاول اجتراره وتمثيله في كل مناسبة او حدث او تاريخ.. خذوا مثلاً “الخطبة”… جاهة العريس تكون على معرفة ودراية تامة ان “الكتاب مكتوب” منذ أسبوعين أو أكثر وان عدد زيارات العريس لبيت عروسته فاقت زيارات المسؤول العربي للبيت الأبيض ،وقد شرب معها برميل “كوكتيل” في مقاهي ومطاعم البلد،ولم يتركا نوع معسّل الا وجرّباه معاً ، ومع ذلك يرتدون البدلات والعباءات ويتأنقون ويتقاطرون على أبواب ديوان أهل “العروس” ليقوموا بتمثيلية الخطبة..بالمقابل عشيرة الفتاة على معرفة ودراية تامة أن “الكتاب مكتوب” منذ نفس المدة ، وسلّموا على نسيبهم الجديد عشرات المرات أثناء توجهه ليلاً الى بيت الخطيبة ومع ذلك يرتدون البدلات والعباءات ويتأنقون ويصطفون على باب ديوانهم بانتظار الضيوف…ثم تجري برتوكولات “صبّ القهوة” و”وضع الفنجان” و”رفع الفنجان” والحديث عن فضائل النسب وعن تاريخ العائلتين الضارب بالوطنية والصيت الاجتماعي وعن مزايا العريس وصفاته الطيبة وأخلاقه الحميدة والتزامه وعصاميته حتى يخيّل اليك أن الشاب من “السلف الصالح” وعندما تنظر الى قصة شعره تعرف الى أين وصل منسوب الانفصام لدينا…المهم يرد أحد الوجهاء نيابة عن عائلة العروس بخطبة لا تقل حماسية وقوة عن التي سبقتها يتطرق فيها الى الوضع العربي الراهن وعن السلام في المنطقة وعن حل الدولتين ثم يأمر الجاهة الكريمة ان تشرب قهوتها و”تبشر باللي أجت فيه” رغم ان العروسين قد شربوا “تاكيلا” قبلهم تا قالوا بس. بعد هذه الكلمات الحماسية وأداء الأدوار بإتقان وبراعة ، يقوم شباب يافعون بتوزيع “الكنافة الخشنة” والكولا الساخنة على جموع الحاضرين وتبدأ “معاطسة علب البيبسي” في القاعة الواحدة تلو الأخرى ، ثم إشعال السجائر وإشعال الحديث الجانبي كل بما انفرد..بعد كل هذه الإجراءات المتسلسلة والمتقنة والمتفق عليها تسود “صفنة طويلة” في القاعة لا يعرف متى تنتهي ..فالكلام المرتّب مسبقاً انتهى ،والدور الدرامي تم تأديته بنجاح ودون إعادة – من اول كلاكيت – العريس “بوّس” الحضور ويتلقى التهاني ، أما الشهود الكومبارس المطلوب منهم أن يأكلوا الحلوى فقط أكلوها بنجاح ..ماذا بقي؟؟ فقط ان “يفلّ العرس” ويغادر الممثلون و يعود كل الى بيته ..

الآن في هذا التوقيت، البلد تعيش “صفنة الجاهة” ، فبعد الكلمات الحماسية وأداء الأدوار بإتقان وبراعة بين الحكومة والنواب حول التعديلات الدستورية “المكتوب كتابها مسبقاً”،وبعد انتهاء الكلام المرتّب مسبقاً ،ونجاح المشهد الدرامي ،وقيام “الإعلام الرسمي” و”بعض المصفقين” بتوزيع الكلمات “الناعمة” و”التطمينات” الساخنة على الشعب في صحون من “ورق” ..ماذا بقي؟..فقط بقي ان يفل العرس وتغادر “الواجهتان” ؛” الحكومة” و” النواب” ويعود كل الى بيته… ونبتلي نحن بتنظيف المكان. احمد حسن الزعبي ahmedalzoubi@hotmail.com
 




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا