الرئيسية مقالات نواب " سفري " بقلم : عبدالحميد الخراربة

نواب " سفري " بقلم : عبدالحميد الخراربة

1900

11693937_1038979842809600_8761798617087259005_n   نواب " سفري " ... بقلم :  عبد الحميد الخراربة البلقاء اليوم -السلط . ما أن تقرع أجراس الانتخابات حتى يبدأو بالانتشار في محيطك الخارجي "كالجراد " أشخاص بمختلف المقاسات والأوزان , يرتدون البدلات الفاخرة من " وسط البلد " بربطات عنق تثبها "الملاقط " المذهبة وسيارات أغلبها مستأجرة , تفوح منهم رائحة العطور المركبة , و يحيط بهم و يتبعهم زمرة من " تجار" الانتخابات يدفعونهم بهدف "تعشيقهم " في أول نزول الانتخابات , رجال كأنهم خشب مسندة تحسبهم جمعا وقلوبهم شتى , وبعقول تمتلئ بمحلول القناعات الفردية , وبلسان يعجزعن قول الحقيقة حتى في مواجهة زوجاتهم وجميعهم أصحاب الفرصة" الحقيقية "حسب معتقداتهم "البهلوانية " وحاشية ترافقهم لا تليق بـ " عريف صف " بمدرسة ابتدائية , وكادر للتشريفات أنت تعرفهم مسبقا أنهم تجار انتخابات وأشبه بالزبانية ونفاق "جملة " و " مفرق " و "فرط " يحتسون الجمل المنمقة والكلام الطازج "المجلتن "المخصص للاستهلاك المحلي , و صفقات و "معارك " و "انتصارات " و مزاعم بطولية للمرشح المتواري عن الأنظار منذ الطفولة . يتعثر الكثير المواطنين اختيار المرشح المناسب " للتمثيل عليهم " في مجلس النواب, فمن تجده قبل الانتخابات "عنترة " تجده بعد الانتخابات " أوراق مبعثره " وتتساقط وعود النواب كما تتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ويتحول لسانهم الربيعي المزهر إلى صحراء مقفرة تنبت بها أشواك الجفاف فمن نجح "نفذ بجلده " وأصبح لا يمكن العثور عليه ومن "اخفق " يتحول إلى إذاعة متنقلة للانتقاد والتشكيك بنزاهة الجميع .   تعتبر أخلاق الفرد وانجازاته الـ " فيزا كارد " التي يسحب بها أرصدة الآخرين الفكرية وتعتبر القاعدة المتينة التي تنبت منها سلسلة برامجه الانتخابية فالأخلاق ليست "كسوة" تشترى من الأسواق وتلبس في الأعياد الانتخابية وليس عمامة تبيعها أكشاك "الباكستانية " فالأخلاق وحسن التعامل والمصداقية تنمو كشجرة الزيتون لتكبر و يقطف الآخرون ثمارها وهي تنمو مع الفرد منذ نعومة أظفاره إلى انتهاء اجله ولا تنتهي بانتهاء صلاحية الانتخابات , ولا تباع و تشترى بالوقية كـ "المخلوطة " بل هي سلوك تربوي ينشا مع الفرد ويشع منه أدبا وحلما مخلفا أثارا ايجابية على المجتمع تتبلور في الكاريزما الايجابية وحسن الانطباع لدى الآخرين مما يولد لديهم القوة الفكرية الدافعة والجاذبة للاستثمار الفكري في هذه الشخصية ودعمها لتصل لمراكز التشريع و اتخاذ القرار. كثير من الأشخاص يقيمون أنشطة المرشحين بمدى الخدمة الشخصية الذاتية المبنية على المنفعة الفردية وعلى الكسب المباشر بعيدا عن الخدمة العامة التي يجب أن تأخذ الحجم الأكبر من التقييم وقد يظن البعض من المرشحين أن مشاركة الآخرين مناسباتهم تعتبر خدمة عامه لهم وهذه من " الشبهات الانتخابية " التي يقع بها العديد المرشحين , فمشاركة الآخرين مناسباتهم يقع ضمن منظومة الأخلاق الحسنه وحسن التعامل مع الآخرين والذي يجلب حسن ظن الناخب بالمرشح و تمنحه فرصة دراسة شخصيته الانتخابية , فالأخلاق لا تباع بالأسواق الانتخابية للآخرين مقابل أرائهم ومواقفهم الفكرية ولا تعتبر خدمة عامة , إلا أنها تمنحهم فرصة التقييم المبدئي لسلوك المرشح وتوجهه الفكري,فالمنظومة الأخلاقية ليس مقتصرة على الكسب بالمقابل من الآخرين بل هي سلوك حياة ينشأ عليها البشر إرضاء لوجه الله تعالى والتزاما بالقيم السماوية السمحة . إن إعداد العزائم والموائد لا تجلب العقول بل تجلب البطون,فحدثوا الناس بعقولهم تجلبوهم بقناعاتهم وحدثوهم ببطونهم تشبعوهم وتجلبوهم و إن جاعوا تركوكم وذهبوا إلى موائد أخرى وبعدها " دور فطيم بسوق الغزالات " متمنيا من الجميع أن لا يجعل التوجه الانتخابي للآخرين سبب في القطيعة بينهم فللآخرين توجهات فكرية تنبع من قناعاتهم الممتدة من تقييمهم و تطلعاتهم وعلينا احترام أراء الآخرين وتوجهاتهم الفكرية والانتخابية دون المساس بها أو التأثير عليها سلبا .




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا