الخميس ,25 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الاستاذ مطلب العبادي .. يكتب .. الباشا محمد رسول العمايرة .. زفاف الرحيل

الاستاذ مطلب العبادي .. يكتب .. الباشا محمد رسول العمايرة .. زفاف الرحيل

1444

البلقاء اليوم - الاستاذ مطلب العبادي ..... يكتب .... الباشا محمد رسول العمايرة...زفاف الرحيل

البلقاء اليوم ---السلط

لا ادري من أين تكون مقدمة رثائك يا أبا ماهر، ولا أدري أي حديث يجزيك حقك ، أتحدث عن ماذا يا ابا ماهر؟؟؟ عن عسكريتك ورجولتك ومشاركتك في معظم مواجهات الصهاينة في أرض الغور والشفا ، في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب ،لا أظن أن زملاءك ورفاق سلاحك يبخلون عليك في ذلك...


كان لابناء عمومتك الاحباء يا ابا ماهر (يوسف وخالد وعلي) الموشحة أسماؤهم بالعمايرة دور كبير في التعرف عليك في أواسط التسعينيات ، فيقولون الباشا (أبو ماهر) عندما نلتقي، ولأكثر من مرة عرفتك وعرفت خصالك وتهذيبك ، وقد قلت لهم إحدى المرات لم أشاهد الرجل في بزته العسكرية ولو مرة واحدة ؟؟ قالوا: هو هكذا لا يذهب للمناسبات العامة إلى بالملابس المدنية ويقول دوما البزة العسكرية في ميادين العمل في الكتائب وفي المناورات ...
تجلت صور تواضعك وخلقك الرفيع يا أبا ماهر عندما اختطفت يد المنون (جودة) ذلك العامل المصري الذي عاش بين ظهراني أهالي زي وقد غادر الدنيا دون قريب أوحبيب ، فانبرت ظاهرة (العمايرة) فانا اسميها ظاهرة فهي أكبر من العشيرة ، انبرت هذه الظاهرة لتقيم سرادق العزاء لجودة المصري وفي داخل مضافتهم، بل ازدادت الصورة اشراقا بان كنت يا ابا ماهر أول الواقفين في صف آخذي عزاء جودة وكأنه بين أهله في مصر الحبيبة...


يوم وداعك مختلف يا ابا ماهر، فقد وفد لزي آلاف المعزين من كل حدب وصوب وفاء منهم لك ، لقد أجمعوا عند الحديث عنك، أجمعوا على صلاح سلوكك وحسن خلقك وكرمك ورجولتك ، لقد تحلقوا حول عربة المدفع التي حملت جثمانك الطاهر ، لقد ودعوك بنظرات المحب العاشق لرجل كان (زينة) الرجال بين ظهرانيهم...


عشيرتك الظاهرة ،عشيرتك النبيلة شرفتك يا أبا ماهر ، سلوكها كان محاكاة لنبلك وسمو نفسك الزكية ، لقد شاهدت سلوك مجتمعاتنا في المناسبات بإكرام الضيف وإفساح المجال له بالجلوس في صدر المكان ، أما أن تصل بظاهرة العمايرة إخلاء الصفوف الامامية والخلفية في مسجد زي الكبير للضيوف للصلاة عليك وقد خرجوا للساحات حول المسجد وفي العراء لاتمام صلاتهم، لقد أجمع الحضور أن ذلك لم يشاهدوه من قبل ، فقط إلا عند هذه الظاهرة الفريدة (العمايرة)...


أيها العسكري المدني...


لقد كان رحيلك هو زفاف محبيك هو زفاف الرحيل الاخير وقد فتحوا أيديهم بالدعاء لك ، لقد كانوا شهودا لك في الارض ، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه سمع المسلمين يثنون على ميت فقال لقد وجبت وسمعهم مرة أخرى يذمون ميتا فقال لهم وجبت ، فقالوا وما الذي وجب يا رسول الله، فقال الاول في الجنة والثاني في النار فانتم شهداء الله في الارض...


يرحمك الله يا ابا ماهر ويبدلك دارا خيرا من دارك وأهلا خيرا من أهلك ومسكنا خيرا من مسكنك وجيرانا خيرا من جيرانك ويلهم ماهر وأشقاءه وووالدته وشقيقاته وعشيرته الكريمة الصبروالسلوان ويسدل عليكم جميعا ثوب الصحة والعافية...
مطلب العبادي
28/ 5 / 2022

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا