الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم من مجموعة قعدة الطف كتب المهندس احمد الحياري أحـــزاب مـــن ورق بقلــــم العميـــــد المتقاعـــــد المهندس أحمــد عيسى الحيـاري

من مجموعة قعدة الطف كتب المهندس احمد الحياري أحـــزاب مـــن ورق بقلــــم العميـــــد المتقاعـــــد المهندس أحمــد عيسى الحيـاري

1210

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم ----السلط



هرولـة .. تهافـت .. عروض وتنزيـلات .. أسـواق .. ودكاكيـن أحــزاب ..

نعم يا ســادة .. تسونـامي أحزاب يضرب البلاد .. وغرفة العمليات لرجالات الدولة العميقة في إنعقاد ..

مـا الذي حدث …!! ولماذا مزيد من الأحـزاب ….!! ولماذا في هذا الوقت ….!!

كلنا يعلم ان الأحزاب الحقيقية في بلادنا همشت .. واخترقت .. وتعرضت للأغتصـاب ..
وان عشرات الأحزاب التي أنبلجت في السنوات القريبة الماضية تمثل صورة للطفل المنغولي الغير قادر على خدمة نفسة ، ويحتاج لرعاية خاصة ، ومصاريف حكومية لضمان وزيادة فترة بقاءه ، رغم العدمية المطلقة للجدوى والفائدة التي ترجى منه .. ورغم الاعتراف بانه عبء على الدولة وشريك في قوت المواطن ..
ولا زالت هذه الأحزاب موجودة تتطفل وتتغذى على دماء المواطنين رغم عزلتها وعدم تقبلها من كافة اطياف المجتمع ..

إذن لماذا أحـزاب جديدة ومزيد من المعاناة …!!

ببساطة … لان القانون الجديد وبناءاً على توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية فرض وجود 41 مقعد في مجلس النواب للأحزاب .. وهذا العدد كبير ، ويمثل نسبة عالية من العدد الإجمالي .. ويستدعي تحرك جديد يتماشى مع القانون الجديد ..

وخاصة ان الإنضمام لعشرات الأحزاب القائمة لا يجدي نفعاً ، على الرغم ان جميع الأحزاب القائمة والجديدة تتشارك نفس الافكار والرؤيا والايدلوجيات ، وتنهل من نفس دكان البرامج ، وتستخدم نفس النماذج والمطبوعات ..

وفي ظل ان هذه الأحزاب مسجلة بقواشين رسمية لأمناء هذه الأحزاب .. وان رجالات الدولة الجدد اصحاب التطلعات لإحراز هذه المقاعد كانوا منشغلين باستحقاقات ومواقع حكومية ونيابية .. فلا بد من إنشاء أحزاب جديدة لهم ..

أما عن أسباب التوصية بمقاعد للأحزاب في مجلس النواب .. وبهذا الحجم الكبير منذ البداية .. والتي سيتم زيادتها في المراحل المقبلة .. فهنالك الكثير من التفسير والكثير من التحليل ..

واذا استثنينا أبواق الدولة والاقلام الموجهة .. فالتحليل ينحصر بثلاثة أمور ..

- أولهما ان هنالك إشتراطات واوراق اعتماد جديدة تطلبها الدول المانحة والمهيمنة في هذه المرحلة ، لتحويل الحياة السياسية ، بحيث تصبح الحكومات تدار من قبل الأحزاب لاسباب يعلمونها ..
تماماً كما تم فرض إعادة الحياة البرلمانية قبل عقود مضت ..

- وثانيهما ان هنالك استحقاقات سياسية وتقسيمات قادمة تحتاج للصبغة الشرعية ، والتمثيل الحزبي يعتبر إقرار وموافقة شعبية ..

- وثالثهما ان تسونامي التجمعات والاصوات المعارضة اصبح في علو ، وهذا يستدعي مبادرة واستباق للحدث وذلك بتفصيل وصناعة العديد من الأاحزاب ، تقاد من شخوص الدولة المعروفة لدى العشائر ، وتستطيع تسويق الحزب من خلال الخدمات والتنفيعات والتسهيلات التي توفرها اجهزة الدولة لهم لتمكينهم .. وعلى قاعدة تفتيت الموج وتصغير ه والسيطرة عليه قبل ان يصل ….


وعلى جميع الاحوال فالأحـزاب قادمة .. والتجهيزات للاستقبال حاضرة .. وهذه الأحزاب يجب ان تكون ديكورية ضعيفة وخالية من المضامين ، وتفتقد للأيدلوجيات والرؤيا الحقيقية ، وتدار من خلال الواي فاي ..

ولماذا إنتظار ولادة الأحزاب .....!! ومقاساة فترة الحمل المرهقة … ومعرفة إذا كان الجنين ذكراً أم انثى ، أم لديه ميولاً مثلية ….

لا مجــال للرهــان ….. يجب صناعة الحدث وبرمجته مسبقـاً .. واللجوء لإطفال الانابيب ، وتحديد الصفات الوراثية للأحزاب ، واعتماد الولادة القيصرية ..

وها هي الحكومة تقدم التسهيلات لإنشاء هذه الأحزاب .. وتعتمد اسلوب "إعــادة التدويــر" … ويتطلب ذلك إجراء عمليات تجميل ومكيجة لرجالات الدولة .. وتغيير اللوك وطريقة الملابس ولغة المحادثة .. والكثير من الابتسامات ..

وعلى الرغم من وضوح الامر ، إلا ان الدول المانحة والمهيمنة تتقبل ذلك وتساهم فيه ، لعلمها ان ذلك وعلى المدى البعيد يغير عادات ، ويصنع ثقافات جديدة …

بالنسبة لرجالات الدولة … هم يريدون مقعداً وموقعاً … والبقاء تحت الاضواء … واستكمال الحصاد ….

وبالنسبة للمواطن البسيط .. المتخم بالاحباطات .. والخذلان ..والفاقة ..
في حقيقة الامر لديه عزوف عن كل المبادرات الحكومية والشعبية . واصبحت معايير الثقة بالشخوص معدومة ..
لا يريدون من يتحدث ويبهج .. ولكن يريدون من يفعل وينتج ..
وينظرون الى هذه الأحزاب والقائمين على إنشاءها تماما كالذي يتزوج أبنة عمه … والمزيد من المعاناة …
فالمخرجات إما تكريس للصفات السيئة وتكرارها … وإما تفاقم لجينات الشيطان وإكثارها … الشيطان الذي ربت على قلوب الحكومات ، وضيق على الاردنيين معيشتهم …
وان قيام الاحزاب من خلال شخصيات غير موثوقة تخلق حالة من الصدمة والرفض والتشكيك ..


ولكن المواطن ورغم ذلك .. تجده يسعى وراء الرجالات .. ويتقبل بضائع الاوكوزيون والطروحات … لانه يحتاج الكثير من الخدمات .. ويحتاج إلى سبل العيش .. ويحتاج ان يعيش ….


إن الأحزاب و التيارات الفكرية المعروفة عالمياً والتي استطاعت النجاح ونقل البلاد من حال الى افضل حال …خُلِقت من رحم المعاناة .. وسبب وجودها للقضاء على حالة القهر ورفض الواقع الموجود . ولها اهداف إصلاحية حقيقية ...

اما في حالتنا هذه ، وقيام احزابنا بمباركة ورعاية حكومية .. لضمان وتكريس واقع موجود .. واستخدام شخوص لها تاريخ نضالي في التنفيعات ، وشركاء في حالات التردي التي نعيشها .. سياسياً واقتصادياً واجتماعياً .. وأحد اسباب الفساد الذي استشرى في البلاد ، إما شركاء وإما غاضين للبصر …
ماذا تتوقعون من أحزاب لا يجرؤ القائمين على إنشائها الاشارة الى حالات الفساد .. فكيف سيحاربونها ويحاسبون من عاث فيها ..

الحيــاة ستمضي .. والتاريخ سوف يسجل ان الاردن ينعم ويعيش حياة حزبية ..
ولكن كيف سيكون الأمر ..!!

وهنــا أتساءل .. هل صدقتم .. وهل صدقت الدولة انكم صدقتم ..
هل أصبح السير بالخطوات الصحيحة هو المهم .. أليست المصداقية والقناعة هي الأهم …..!!

تشرفت انا ومجموعة من اصدقائي .. وكنا قد اطلقنا على هذه المجموعة أسم "قعــدة الطــف".. بتلبية العديد من الدعوات لحضور لقاءات حوارية لترويج الافكار للعديد من الاحزاب ….
لم نقتنع ، ولم نشعر بوجود ثوابت حقيقية ورؤيا .. ولم نستقريء أهدافاً أبعد من الوصول للمقاعد النيابية ..
ومع ذلك .. قررنا إعطاء فرصة ..وإعادة التقييم بعد مرور الفترة الزمنية الكافية .. والحكم على الانجازات .. والزمن هو الحكم والقاضي العادل ..

بإعتقــادي …. لقد سرقـوا الحقيقـة .. وسرقـوا الحلـم .. وسرقـوا الشمـس ..

وتركـوا لنـا " أحــزاب مــن ورق "

بقلـــم العميـــــد المتقاعــــد
المهندس أحمـد عيسى الحيـاري

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا