الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم ابراهيم نايف الاديب العواملة .. يكتب .. ورحل رجل الموقف

ابراهيم نايف الاديب العواملة .. يكتب .. ورحل رجل الموقف

741

البلقاء اليوم -
ابراهيم نايف الاديب العواملة .... يكتب ..... ورحل رجل الموقف

البلقاء اليوم ---السلط





ليس من اليسير علي اختزال شخصية رجلٍ بقيمة المرحوم معالي"علــي الــفزاع "بكلمات أو حتى في كتاب.
ولم أعهد في نفسي عسر الكلمة والكتابة ولكن ما يعالج القلب من الحزن والأسى على فقدانه أكبر من الكلمة والتعبير.
كان رحمه الله صاحب الخلق العظيم والمبادئ الراسخه رسوخ الجبال
الذي تعلمت منه الكثير والكثير..
اذ كان رمزًا للوفاء والتواضع والحكمة والهدوء.
قليل الكلام يسمع حديث الجميع ولا يقاطع أحدًا.
وإن تحدث أوجز وأوفى وكان الفصل عنده .
وجدته على الدوام داعمًا ومعلمًا ومثقِفًا لي.
و صاحب الفضل بعد الله، كنت أغتنم فرصة مجالسته لأستزيد من حكمته و علمه وثقافته.
لم أواجه تحديًا كبيرًا في حياتي الشخصية أو العملية إلاّ وكان أبو هشام الملجأ.
كان رحمه الله دائم النصح والتوجيه بطريقته السلسة البسيطة والغير مباشرة التي كانت تجعلني أرى أصعب المواقف من زاوية سهلة وقابلة للحل لم أكن لولاه لأراها.
لم يكن يروي قصة إلاّ ومن ورائها حكمة أو رسالة وكان علي التقاطها والعمل بها.
كنت أسأله عن سر محبة الناس له وكيف لي أن أحصل على هذه المحبه، فكان جوابه دائمًا مشيرًا إلى الحديث القدسي:-
(الكبرياء ردائي،والعظمة إزاري، فمن نازعني فيهما قصمته).
كان صاحب قدرة كبيرة للتعامل مع الجميع كل حسب معرفته وثقافته وقدراته.
فقد كان رحمه الله جليس الملوك والمقرّب منهم.
وتجده بكل بساطة وتواضع صديق ورفيق وجليس الأشخاص البسطاء من أهله ومجتمعه.
لم يشعر أي شخص تعامل مع أبو هشام أن هناك مسافة بينه وبينهم.
كان رحمه الله يتصل بي ويسألني بطريقته الراقية:
(فاضي يا عمي ) بدي أمر آخذك.
وكان أكثر ما يحب أن يذهب إلى منطقة حمرة الصحن والديرة.
حيث كنت أستشعر حنينه للماضي حين يروي لي أيام طفولته وذهابه إلى المدرسة في (علاّن) مشيًا على الأقدام ليعود المسافة نفسها بعد المدرسة ليساعد والده رحمه الله في حصاد الزرع والأعمال الأخرى وما كان يدور في كل (كَرْم) أو (مارِّس) من ذكريات وما تحمل في طياتها من القصص والحكايات.
كنت أشعر أن ما كان يريده هو أن يطلق روح الشاعر والأديب التي بداخله والتي كانت ظروف عمله تبعده عنها.
فكان يطلق حنينه وكلماته الرقيقة بعيدًا عن السياسة وضغط العمل.
كثيرة هي الذكريات التي تجعمني مع الفقيد الغالي وهي ليست علي بهيّنة فوالله أبو هشام شخص يصعب نسيانه ويعز علينا فقدانه في زمن نحن بحاجة لأمثاله من الرجال الصادقين الأوفياء فقد كان عظيمًا بأخلاقه وفكره
وأمانته في تقديم النصحيه نظيف اليد والسريره وستبقى صورته في الأفئدة وبصماته مطبوعة في الوجدان.
رحمك الله وتغمدك بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته.
لسنا نقول وداعا للاحبة بل
نقول للمتلقى في العالم الثاني
ابراهيم نايف الاديب العواملة

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا