الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم حيدر محمود كان اليوم عاديا جدا

حيدر محمود كان اليوم عاديا جدا

1618

البلقاء اليوم - السلط

كان يمكن أن يحتفل بعضنا بشاعر البلاط ويجيز له ما لا يجيز لغيره، لو أن رسالته حملت من بلاغة شعره، ولم يكسر كلماتها انفعالات رجل عادي.

تجري توقعاتنا لشاعر بثقل ورمزية حيدر محمود ان لا يكون عاديًا. لكن رسالته أفصحت عن كثير من (العادي) فيه.

لو كانت للرموز محاكم خاصة، لراح بعضنا يطلبه هناك.

حيدر محمود رمز وطني ساهم مع دنيا اليوم على تكسير رمزيته، ونحا 'يطرش' رسالته بدهان من 'علامة تجارية' مجهولة، وكان أولى له، لو مدّها بما نعرفه فيه من مداد شعري تربينا عليه كلنا. فـ (على من تنادي أيهاذا المكابد...ولم يبق في الصحراء غيرك شاهد).

يا حيدر نريدك محمودا، ونرفض أن تكثّر منا وفينا يا هذا العملاق الزوائد.

إن بعضنا يُمنع عليه أن يكون عاديًا. ومن بعضنا حيدر. على أن عاديته طرشت اليوم ما حفرته رمزيته فينا وفي عاصمتنا من ودق.

يا صاحب عمان وجدائلها لقد اهتز الشعب بوريقة، لا نريد أن تكسرنا فيها. كن انت. وحسبك أنّا من أرخى شعرك فوق الكتفين، فاهتز المجد وقبلنا بين العينين. وقلنا للناس: احذرونا، فإن منا محمودا.

انت لست من الحراثين ولست شاعرهم، وحظيت كما يليق بأجدادك من الشعراء بكل حسنة. أما القصر فلم يقصّر. كما لم يقصّر الخلفاء مع شعراء زمانهم، وأغدقوا عليك بالرضا.

نعم، انت لست من الحراثين ولست شاعرهم، لكنهم حفروا كلماتك في حجر عمان حفرا. ولهذا راحت ورقتك العادية وقد كسرتها الركاكة تكسيرا، تبطش بنا قبل بطشها بك.

يا هذا الرمز، كن، حيدرا، وكن وحدك - في هذه الصحراء - بينهم محمودا.





التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا