البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
عمر محارمة يقال و اغلب ما يقال في هذا الشأن صحيح، أن النائب طارق خوري حقق ثروات هائلة من تزويد الجيش الأمريكي بالطعام و المئونة في معركتهم لاحتلال العراق الشقيق، مساهما في احتلال بلد عربي و تشريد أهله و قتل أبناءه. وفي التاريخ العربي الحديث لم يعرف العرب كارثة أسوأ من احتلال فلسطين، لكن احتلال العراق لم يكن اقل سوءا و لا أخف تأثيرا على الأمة العربية، بل أن القضية الفلسطينية لم تعرف هذا المستوى من الإهمال و التراجع إلا بعد احتلال العراق. الجيش الذي احتل العراق جيش امبريالي صهيوني لم يكن أفضل بأي حال من عصابات الهجانا التي كان الجيش الأردني أحد أكثر الجيوش العربية صلابة في مواجهتها يوم أن كانت معركة فلسطين معركة أشراف و أحرار لا معركة مزايدين وتجار. البعض ينسى و يحاول أن يقدم نفسه كوطني أو قومي طالما كان الأمر لا يحتاج إلا "ستاند ومايكرفون"، فيما يعتقد أن تاريخه و أفعاله وتجارته الممزوجة بدم الأبرياء و المنثورة على حطام الأوطان قد أصبحت وراء الظهور. قليل من الخجل وأنت تتحدث عن الجيش العربي الذي خاض معارك اللطرون و باب الواد و جبل الزيتون وغوش عتصيون وهو يدفع عن بيت أهلك رماح الصهاينة و يحميك من بنادقهم، قليل من الخجل و التاريخ يعلم أنك لولا هذا الجيش لكنت لاجئا في دولة أخرى لا نائبا فوق ارض الأردن الأبي. وأخيرا تبت الحناجر التي صدحت غضبا للدفاع عن رئيس دولة عربية سابق و لم تصرخ للدفاع عن الجيش، وتبت الأيدي التي ارتفعت لتعلن الموافقة على تحويل نائبا للجنة السلوك و النظام بسبب "مايك" ولم تهبط إلى أحذيتها لترد المتطاولين على الجيش وتكفي البلد سمومهم.
