السبت ,27 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم دانه ابو كف .. تكتب .. ‏سلوك الموظفين تحت المجهر

دانه ابو كف .. تكتب .. ‏سلوك الموظفين تحت المجهر

1488

البلقاء اليوم - دانه ابو كف ..... تكتب .... ‏سلوك الموظفين تحت المجهر

البلقاء اليوم ---

الموظف كائن اجتماعي يتفاعل مع المعطيات والمواقف، ويؤثر فيها كما تؤثر فيه. ويظهر تفاعله عن طريق السلوك الوظيفي؛ وهو الأفعال والأنشطة التي يمارسها داخل المنشأة، بما يتوافق مع حاجاته ورغباته. ويمكن التأثير على هذا السلوك، عن طريق المكافآت أو العقوبات.

المكافآت إما تكون من ناحية مالية، كزيادة في الراتب. أو نفسية، كالثناء والتقدير والإحساس بالإنجاز. وأما العقوبات فتكون كالتوبيخ، والنقد، وتقليل الصلاحيات، وإنزال الرتبة.

كما يمكن تغيير السلوك الوظيفي عن طريق عدة استراتيجيات خاصة ومنها:

١) التعزيز الإيجابي: تقديم مكافأة للموظف بعد قيامه بسلوك مرغوب، مثل قيام المدير بمدح الموظف أمام زملائه بالعمل.

٢) التعزيز السلبي: تجنب أي نتيجة غير سارة، عن طريق اتباع السلوك الغير مرغوب. مثل موظف التزم بالحضور في وقت الدوام المحدد؛ فإن المدير يمتنع عن تحذيره وتوبيخه. فالالتزام بموعد الدوام، يقلل من التنبيهات التي تتوجب عليه عند تأخره.

٣) الزوال: السلوك الغير مرغوب، سيزول نتيجة عدم وجود تعزيز إيجابي. مثل الموظف تأخر عن عمله، ولم يحذره المدير، سيستنتج الموظف في أن التأخير منعه من الحصول على المكافأة والترقية.

٤) العقاب: تطبيق عقاب سلبي وغير سار، بسبب القيام بسلوك غير مرغوب فيه. مثل أن يقوم المدير بنقل الموظف إلى رتبة أقل لتقليل الصلاحيات.

ومن الجدير بالذكر أن السلوك الوظيفي، يتأثر بعوامل مهمة ومنها الإدراك؛ حيث يوجد اختلافات في مستوى إدراك الموظفين للأمور. فعندما يوجه المدير انتقاد للموظفين؛ قد يتقبله موظف كنصيحة. أما الموظف الآخر فقد يفسرها كإهانة بهدف التقليل من امتيازاته، ويعود ذلك إلى اختلاف الإدراك، ودرجة الاستيعاب من موظف إلى آخر.

بينما يظهر الإدراك في أبرز صوره، عندما ينظر الأفراد إلى شيء واحد ويتأثرون بمثير واحد؛ ولكن كل فرد يتصرف مع المثير بطريقة مختلفة. ويأتي التفسير مترافقا مع الإدراك، ليحكم على الأمور. ويحتاج الإدراك، إلى عمليات عقلية قوية في أول مراحله.

أما العامل الثاني فهو شخصية الموظف؛ وهي الركيزة المهمة في توجيه سلوك الأشخاص. فإن الشخصية تشكل وتنظم سلوك الفرد في تفاعله مع الآخرين. وتؤثر على السلوك الوظيفي وطبيعة المهام التي يجب أن يعمل بها الموظف، وفقا لخصائص شخصيته. فإذا كان الموظف صاحب شخصية اجتماعية، سيفضل وضعه في موقع وظيفي اجتماعي، كخدمة العملاء، أو في قسم المبيعات. بينما لو كان الموظف صاحب شخصية هادئة ومنطوية، سيفضل تعيينه في الأعمال المكتبية التي تحتاج إلى الكثير من الجهد.

وأما العامل الأخير وهو الدافع، فيعرف بأنه حاجه غير مشبعة تؤدي إلى سلوك معين للفرد. وهي رغبات وحاجات داخلية، تحرك السلوك. ويرتبط الدافع بالسلوك الوظيفي ارتباطا وثيقا في اختيار المدير أسلوب التهديد والعقاب أو المكافأة التي يتوقعها الفرد بعد قيامه بعمل ما. ويجب على المدير اختيار الأسلوب المناسب، لتحريك سلوك الموظف بالشكل المرغوب.

ويتمثل الدافع في هرم ماسلو للحاجات الإنسانية؛ ولا يستجيب الموظف إلا حسب حاجاته ورغباته. ومنهم من يفضل حاجة تحقيق الذات، كموظف لديه اكتفاء مادي. يجب تحفيزه بالجانب المعنوي، كالمدح أو الترقية إلى موقع وظيفي أعلى؛ ليحقق ذاته. ولا يجوز تحفيزه في شيء، ليس له حاجة فيه. بينما لو كان الموظف يحتاج الى دعم مالي، فيجب تحفيزه ماديا؛ كالزيادة في الراتب أو المكافآت المجزية، ليتم تحفيز الدافع الإنتاجي لديه.

دانه ابو كف
المديرة الإدارية في شركة التيسير للاستشارات والتجارة والاعمار

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا