البلقاء اليوم - زياد العليمي ... يكتب ... ظاهرة التسول بين الأطفال والنساء في لواء عين الباشا: واقع مؤلم وضرورة التحرك
#البلقاء #اليوم #السلط
تُعد ظاهرة التسول، خاصة بين فئة الأطفال والنساء، من أكثر القضايا الاجتماعية إلحاحًا التي تشهدها المجتمعات الحديثة، حيث تبرز هذه الظاهرة بشكل واضح في لواء عين الباشا، مما يستدعي تسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لهذه المشكلة. في أوقات معينة، يصبح التسول مهنة تتجاوز الحاجة، حيث يتحول الأطفال إلى واجهة لهذه الممارسة المؤلمة، ويجذب الأنظار في أوقات الليل، حيث تزداد أعدادهم وتظهر معاناتهم بشكلٍ أكثر وضوحًا.
تتجلى مظاهر هذه الظاهرة في الشوارع والأسواق، حيث نجد الأطفال والنساء يقفون في زوايا الطرقات، ينظرون بعينين مليئتين بالأمل واليأس، يسعون للحصول على مساعدة من المارة. إن هذه الصورة ليست مجرد مشهد عابر، بل هي تجسيد لمعاناة حقيقية تعيشها فئات من المجتمع في ظل ظروف اقتصادية صعبة. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى تفشي ظاهرة التسول، حيث يأتي الفقر في مقدمتها، فالكثير من الأسر تعاني من ضغوط اقتصادية تجعلها عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، مما يدفعها إلى اللجوء إلى التسول كوسيلة للبقاء.
تتفاقم المشكلة بسبب غياب الرقابة اللازمة، إذ ينعدم وجود إجراءات صارمة للتعامل مع هذه الظاهرة، مما يمنح الفرصة للمتسولين للاستمرار في ممارساتهم دون حسيب أو رقيب. ومن المقلق أن بعض الأفراد يستغلون الأطفال في التسول، مما يعرضهم لمخاطر متنوعة، مثل الاستغلال الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى حرمانهم من التعليم والرعاية اللازمة لنموهم السليم.
تتطلب مواجهة هذه الظاهرة جهودًا مشتركة من المجتمع بأسره، إذ ينبغي أن يتكاتف الأفراد والجهات الحكومية والمجتمع المدني للعمل على إيجاد حلول فعالة. يُعد نشر الوعي من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها، حيث يجب تسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتسول، وأهمية التعليم والرعاية للأطفال.
علاوة على ذلك، يُعتبر توفير فرص العمل للأسر الفقيرة خطوة حيوية في تقليل الاعتماد على التسول. يمكن أن تُسهم البرامج التدريبية والمبادرات الاقتصادية في تحسين الظروف المعيشية للأسر، مما يقلل من الحاجة إلى التسول.
لا بد من تعزيز دور الجهات الحكومية في مراقبة هذه الظاهرة والتعامل معها بجدية، حيث يتطلب الأمر وضع استراتيجيات شاملة تتضمن الرعاية الاجتماعية، وتقديم الدعم النفسي للأطفال والنساء المتسولين. إن التصدي لهذه الظاهرة ليس مجرد واجب إنساني، بل هو ضرورة ملحة لضمان حقوق الأطفال والنساء وحمايتهم من الاستغلال.
في الختام، تمثل ظاهرة التسول في لواء عين الباشا تحديًا كبيرًا يتطلب وقفة جادة من جميع أفراد المجتمع. يجب أن نعمل معًا لبناء مجتمع يضمن الكرامة والعدالة لجميع أفراده، وأن نكون صوتًا لمن لا صوت لهم، لنحارب هذه الظاهرة ونساهم في تحسين واقعهم.
الرئيسية
موقف البلقاء اليوم
زياد العليمي .. يكتب .. ظاهرة التسول بين الأطفال والنساء في لواء عين الباشا: واقع مؤلم وضرورة التحرك
-
سمية الحاج عيد .. تكتب .. (لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)
#سمية #الحاج #عيد ... تكتب .... (لا يُخذل... -
-
أ.د. أنيس الشطناوي .. يكتب .. انهيار المبنى في إربد .. جرس إنذار يتطلب وقفة وطنية ومهنية جادة ..
#البلقاء #السلط #اليوم فجر هذا اليوم، انهار... -
تحديات الحكومة الأردنية: هل يعد حل مجالس البلديات قرارًا حكيمًا في ظل الأزمات الراهنة؟
تحديات الحكومة الأردنية: هل يعد حل مجالس... -
في يوم الشباب العربي… من نُهنئ ؟ ومن نُخاطب ؟ بقلم : مجحم محمد ابورمان
في يوم الشباب العربي… من نُهنئ ؟ ومن نُخاطب... -
-
الدكتور مالك خريسات… الثمرة الأولى بقطاف حصاد تعب السنين
الدكتور مالك خريسات… الثمرة الأولى بقطاف حصاد... -
الدكتور خالد عبدالله العوامله .. يكتب .. أزمة امتحان اللغة الإنجليزية في التوجيهي .. الواقع يتحدث
#الدكتور #خالد #عبدالله #العوامله يكتب ......
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع