البلقاء اليوم -السلط

 حتى لم ينجح في اختيار اعضاء مجلس التعليم العالي بعد اقالة المجلس القديم الذي لم يأتي على اهوائه وتوجهاته ..نعم حان الوقت للمطالبة بإقالة وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. لبيب الخضرا ذلك الوزير التائه بين اروقة الوزارة وقراراتها . الخضرا غائب عن ساحة الاعلام منذ فترة طويلة لربما صدرت توجيهات له بعدم الظهور والحديث عن اية قرارات تتخذ من قبل وصول وزارته ومجلسها الذي اصبح منذ ايام مجلساً غير مؤهل لقيادة اهدافه بحكم التسريبات التي تخرج من اعضائه لما يدور في جلسات مجلس التعليم العالي . فصول مسرحية عدم التجديد للرئيس اخليف الطراونة لم تكن وليدة لحظة انعقاد مجلس التعليم العالي التي عقدت قبل ايام بل بدأت منذ شهور وتحديداً في النصف الأول من شهر 1 من هذا العام عندما تم دراسة التقييم للجامعة من قبل اعضاء مجلس الامناء لثلاث مرات متتالية وبواقع اربع ساعات لكل جلسة ، وهي سابقة لم يمارسها اي مجلس امناء في اي جامعة حكومية تم تقييمها سابقاً لتجديد رئاسة رئيسها . المسرحية كانت فصولها مكشوفة ، والتوجيهات اصبحت ظاهرة لامجال لإخفائها، والمضحي المبكي لمهزلة الخضرا كانت عندما تكتشف بان تنسيبات رئيس وزراء سابق له من المكانة العلمية درجة كبيرة ومتميزة ، ووزير سابق ممارساً ومتابعاً لمسيرة التعليم العالي في الاردن تذهب ادراج الرياح عندما يتعلق الأمر بتجديد او انهاء رئاسة رئيس كبرى الجامعات الاردنية ، ويتخذ القرار من قبل بعض اعضاء مجلس صحيح لهم مكانة علمية لكنهم ليسوا بمكانة الاشخاص الذين يستطيعون تقييم رئاسة الجامعة الاردنية او حتى اي جامعة رسمية أخرى . ليس عيباً ان اكون منحازاً للرئيس اخليف الطراونة ، بل اجد في نفسي الفخر والاعتزاز في الدفاع عن انجازات الطراونة منذ توليه لرئاسة الجامعة الاردنية ، ومهما قدم ومهما حصد من انجاز فان الامر كان مستدركاً بان التجديد لن يكون لعدة اسباب كان اهمها بانه سيكون ضحية الخلافات الحكومية مابين مجلس النواب والحكومة ، كما سيكون ضحية خلافاته الشخصية مع بعض اعضاء مجلس التعليم العالي الذي لايخفي على احد بان قسم من اعضائه ينتظرون هذه اللحظة ليدلوا ما بدولهم من تصويت سلبي مهما كانت الانجازات وعظمتها في عهد الطراونة . واذا ما تناولنا خفايا ما سبق انعقاد جلسة مجلس التعليم العالي وما بعدها فانك تجد بان الامور كانت تتم بطريقه ذكيه جداً من قبل الرئيس النسور ووزيره التائه الذي اصبح خالياً من اي قرار صائب ، هذه هي حاله منذ توليه دفة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، فالرئيس اخليف الطراونة استدعي الى مكتب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور في تمام الساعة 12 من نفس اليوم التي عقدت به جلسة مجلس التعليم العالي ، حيث كان هناك اجتماع في مجلس النواب مع اعضاء لجنة التربية والتعليم بالمجلس لمناقشة اعتصام طلبة الاردنية بخصوص رفع الدراسية . حيث قام الرئيس النسور بمهاتفة الوزير الخضرا عبر السماعة الخارجية للهاتف ، واعلمه" بأنه لايتدخل في اي قرار يخص الجامعات لكن وبحكم انه رئيساً للوزراء ، وأنت وزير لدي فان صوتي مع صوتك في التجديد للدكتور اخليف الطراونة ، فعليك بعقد الجلسة اليوم واتخاذ القرار . فالرئيس النسور لم يبارك للطراونة في مكتبه لكن المكالمة الهاتفية لم تحمل في طياتها اي نية صادقة في التجديد بل كانت توجيه للوزير بعقد جلسة مجلس التعليم العالي في ظل الاوضاع التي تشهدها اروقة الجامعة الاردنية من اعتصامات للطلبة التي حكما الرئيس النسور يعلم بحيثياتها . والدليل القاطع بان لو ان المكالمة حملت توجيهات من الرئيس النسور للوزير الخضرا بالتجديد للطراونة لكان د. بشير الزعبي من اول المصوتين بالتجديد ، خاصة اذا ما اعلم الوزير الخضرا الزعبي برغبة النسور بالتجديد للطراونة ، كون الزعبي يمثل مؤسسة رسمية وتربطه علاقات وطيدة ووثيقة مع الرئيس النسور الذي قام بالتجديد له دون تقييم او اعلان عن شاغر رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بعد انتهاء فترة ولايته . عقدت جلسة مجلس التعليم العالي والوزير لم يعطي اي توجيهات او تلميحات لأي عضو من اعضاء مجلس التعليم العالي المقربين منه بمكالمة الرئيس النسور وفحواها ، لكنه منح توجيهات بضرورة عقد جلسة مجلس التعليم العالي في هذا اليوم وحسم امر التجديد من عدمه للرئيس اخليف الطراونة . علماً بان الخضرا كان عليه التأني في عقد الجلسة أو تأجيلها خاصة وان الجامعة الاردنية تشهد اعتصاماً للطلبة بخصوص رفع الرسوم الجامعية خشية ان يكون قرار عدم التجديد محسوباً على اعتصام الطلبة وهو ما جرى فعلا عندما تحدث الطلبة المعتصمين بان امر قرار عدم التجديد للرئيس الطراونة لايكفينا بل مستمرون حتى يتم اسقاط قرار رفع الرسوم ، هذا التصريح يعطي مؤشر خطير بان الاعتصام تكشف عندما تبنى قرار عدم التجديد لايكفينا ولم يتحدثوا لا يعنينا . والفصل المضحك للمجلس هو نقل كامل تفاصيل الجلسة لوسائل الاعلام من قبل بعض الاعضاء ، فهذا الامر غير مقبول نهائياً ، بل هو امر معيب يجب ان يتخذ قرار بخصوصه ، خاصة وان التفاصيل نقلت بأسماء من صوتت مع قرار التجديد او ضد القرار ، والأدهى من ذلك كان من نقل التفاصيل قد استغل تلك الوسيلة الاعلامية ليقوم بإقحام الامين العام د. هاني الضمور بحديث لم يتحدثه . ومن تحدثوا عن تجاوزات اكاديمية وإدارية شهدتها الجامعة الاردنية في عهد الرئيس الطراونة فقد كان الاولى منهم المطالبة بتحويلها الى القضاء قبل ان يتحدثوا عن ضمائرهم الحية وشهادة الزور اذا تم التجديد للطراونة في ظل هذه التجاوزات . بالنهاية فصول مجلس التعليم العالي تبقى مستمره ، والايام حبلى بالمفآجات سيكون أولها الشخصية التي ستتولى رئاسة الجامعة الاردنية من بعد الدكتور اخليف الطراونة فمن سيكون ؟؟؟؟؟