الأربعاء ,1 مايو, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم الجنرال المجالي .. آخر وجه في عين الحسين .. و "الذخيرة المُخزّنة"

الجنرال المجالي .. آخر وجه في عين الحسين .. و "الذخيرة المُخزّنة"

1140

البلقاء اليوم - البلقاء اليوم -السلط  كان آخر من أطبقت عيني الراحل الكبير الملك المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال على صورته، وهو يبكي حين داهمت سكرات الموت الراحل، كآخر مرافق عسكري للحسين، ظل ملازما لسريره في مايو كلينيك، والمدينة الطبية، إذ لا يتذكر استشهاد والده رئيس الحكومة الأسبق هزاع المجالي لأنه كان صغير السن، فيما يعتبر رحيل الحسين "أول يُتْم" في حياته. ظل جامدا طيلة فترة مرض الحسين، ووفاته، وتشييعه، لكنه انزوى لاحقا ويُقال أنه اعتزل طوعا الخدمة العسكرية العامة، بل طلب بعد نحو عامين من وفاة الحسين إحالته على التقاعد، حتى أنه كان منطويا بعيدا عن الأضواء والإعلام، قبل أن تستدعيه مرجعية عليا طالبة منه أن يُنْهي الحداد، وبأن يتوضأ بما بقي من الدمع، وأن يؤدي صلاة خالصة من أجل الوطن، ولروح الحسين، إذ كلفه بالاستعداد للعودة إلى ميدان العمل العام. اعتذر حسين هزاع المجالي عن شغل أي منصب أمني أو عسكري، أسر لمقربين منه إنه يصعب عليه أن يعود إلى الخدمة العسكرية، مُعْتقدا أن أنبل منصب شغله هو أن يكون لصيقا ب"ملك القلوب"، قبل أن يُطلب منه أن يستعد لتمثيل الأردن دبلوماسيا في عاصمة خليجية، وثمة من يزعم أنه قَبِل بالمهمة الدبلوماسية، لأنه على علم بحجم العلاقة الشخصية والإنسانية التي تجمع العائلة المالكة بالبحرين بالعائلة الهاشمية، ولاسيما بالملك الراحل، فقبل المهمة بدون تردد، رغم الفجوة الكبيرة بين العمل العسكري والدبلوماسي، قبل أن يُبْدع في مهمته إذ قيل إنه السفير الوحيد في المنامة الذي كان يلتقي بسكان الطوابق السياسية العليا في المنامة من دون المرور ب"البروتوكول الممل". في 2009 فكر جلالة الملك عبدالله الثاني بتغيير على رأس المؤسسة المعنية بالأمن الداخلي، وكان يريد شخصية تجيد الموازنة بين "القواعد الصارمة" و "الدبلوماسية الأمنية"، فتلقى اتصالا هاتفيا مفاجئا ومباشرا من مرجعية عليا يطلب فيه الاستعداد لقيادة أمن الداخل، وطُلِب منه العودة إلى الخدمة العسكرية بدون جدل أو نقاش، تحت لافتة أن "الاعتذار مرفوض". من "أمن الداخل" الذي حرص على صيانته بوعي وشفافية وحكمة، و"أمن ناعم" في ظل تقلبات وجنون الربيع العربي، تقرر أن يكون وزيرا للداخلية، علما أن كل ارتقاء للمجالي كان يُقابله حسد داخلي لا مبرر له، بل أن خصومه كانوا يتكاثرون على نحو لافت وفريد، وهو ما عرّض تجربته السياسية ل"مطبات من العيار الثقيل"، إذ أصبح الساسة يتوجسون من فكرة أنه قد يصبح رئيس الوزراء المقبل، وهو عرض مرض أصاب الرئيس السابق للوزارة عبدالله النسور الذي سعى وحرض من أجل التخلص منه. منذ مغادرته العمل العام، تلقى عروضا عدة من دول خليجية للافادة من تجربته الأمنية والعسكرية، بل ظل يرفض فكرة أنه عائد إلى المنصب العام، بالقول إنه جندي ملتزم يقبل ما يقبل به قائده عبدالله بن الحسين، ورغم طريقة إخراجه غير المناسبة من الحكومة صيف 2015 لا يزال يتحدث بدفء بالغ عن العرش والوطن وعن سائر الأردنيين، فهو لا يؤمن بالخصومة السياسية، لذلك لم يبادر إلى تأليف صالون سياسي لشن حملات مضادة، بل ظل وفيا لأصدقائه في أتراحهم وأفراحهم. ثمة من يزعم داخل الأردن وخارجه أن الجنرال حسين هزاع المجالي هو مشروع "ذخيرة مُخزّنة"، و"خيار مؤجل" إلى حين لم يأت، لكنه أغلب الظن لن يتأخر كثيرا.




التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا