البلقاء اليوم - فادي السمردلي يكتب:فشل أحزاب في ادارة حملتها
بقلم #فادي #زواد #السمردلي
في المشهد السياسي المعاصر، تعد الحملات الانتخابية من أهم الأدوات التي تعتمد عليها الأحزاب للوصول إلى السلطة أو الحفاظ عليها ونجاح هذه الحملات يعتمد بشكل كبير على التخطيط والتنظيم الفعّالين، سواء كان ذلك في إدارة القوائم المحلية أو الحزبية ولكن في الفترة الأخيرة، وفي الانتخابات النيابية الأردنية الأخيرة برزت عدة أحزاب سياسية، قديمة وجديدة، لم تستطع إدارة حملاتها الانتخابية بالشكل المطلوب، مما أدى إلى فشل ذريع في الانتخابات ورغم تاريخ بعضها الطويل في الساحة السياسية، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لإنقاذها من إخفاقاتها.
المشكلة التي واجهتها هذه الأحزاب كانت تكمن في ضعف التنسيق بين القوائم المحلية والحزبية، حيث لم تستطع إيجاد توازن بين احتياجات الدوائر المحلية وتوجهات الحزب العامة
في الانتخابات، يعد إدارة القائمة المحلية أمرًا بالغ الأهمية لأنها تمثل الأفراد والمجتمعات بشكل مباشر، وتتطلب استجابة دقيقة لاحتياجات الناخبين المحليين. أما القائمة الحزبية، فهي تعكس رؤية الحزب الأوسع وتوجهاته الفكرية والسياسية. الفشل في التنسيق بين هذين الجانبين أدى إلى تشتيت جهود الأحزاب وفقدان ثقة الناخبين.
ومن العوامل التي ساهمت في هذا الفشل هو ضعف التواصل الداخلي داخل بعض الأحزاب، وغياب استراتيجيات فعالة لحشد الناخبين فقد ظهر أن بعض الأحزاب، على الرغم من قدمها، لا تزال تعمل بعقلية تقليدية دون القدرة على مواكبة التغيرات الحديثة في أساليب الحملات الانتخابية، مثل استخدام تقنيات تحليل البيانات لفهم احتياجات الناخبين وتوقعاتهم خصوصا وأن أكثر الفئات المستهدفة هم الشباب الذين يعول عليهم بناء المستقبل فكان الحوار احيانا كحوار الطرشان
أما فيما يتعلق بالأداء المستقبلي لهذه الأحزاب، فمن الواضح أن الاستمرار في هذا النهج سيؤدي إلى المزيد من التراجع والفشل. ما تحتاجه هذه الأحزاب هو إعادة التفكير في استراتيجياتها الانتخابية وتطوير قدراتها التنظيمية والتواصلية وعليها أن تبدأ بالتعامل بجدية مع التحديات السياسية الراهنة، وأن تتعلم بسرعة من أخطائها، لأن الأيام لا تنتظر، والتغيرات السياسية والاجتماعية تحدث بسرعة كبيرة فإذا أرادت هذه الأحزاب البقاء والمنافسة، فعليها أن تتكيف مع المتطلبات الحديثة للحملات الانتخابية وتصبح أكثر مرونة واستجابة لاحتياجات الناخبين وأن تخرج من القمقم الذي حبست نفسها فيه
في الختام، فإن فشل الأحزاب في إدارة الحملات الانتخابية ليس مجرد مشكلة تنظيمية، بل هو مؤشر على عدم قدرتها على فهم التغيرات الجذرية التي تحدث في الساحة السياسية وعليها أن تراجع نفسها بسرعة وتتعلم من تجاربها، وإلا ستظل عالقة في دائرة الفشل.
-
انتصار السواريه .. تكتب .. مهرجان جرش تحت المجهر: بين الانتقاد والاستمرارية
مهرجان جرش تحت المجهر: بين الانتقاد... -
-
مهرجان جرش .. علامة أردنية فارقة !! بقلم .. محمد داودية
مهرجان جرش ... علامة أردنية فارقة !!نسأل،... -
زياد العليمي .. يكتب .. ظاهرة التسول بين الأطفال والنساء في لواء عين الباشا: واقع مؤلم وضرورة التحرك
زياد العليمي ... يكتب ... ظاهرة التسول بين... -
سمية الحاج عيد .. تكتب .. (لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)
#سمية #الحاج #عيد ... تكتب .... (لا يُخذل... -
-
أ.د. أنيس الشطناوي .. يكتب .. انهيار المبنى في إربد .. جرس إنذار يتطلب وقفة وطنية ومهنية جادة ..
#البلقاء #السلط #اليوم فجر هذا اليوم، انهار... -
تحديات الحكومة الأردنية: هل يعد حل مجالس البلديات قرارًا حكيمًا في ظل الأزمات الراهنة؟
تحديات الحكومة الأردنية: هل يعد حل مجالس... -
في يوم الشباب العربي… من نُهنئ ؟ ومن نُخاطب ؟ بقلم : مجحم محمد ابورمان
في يوم الشباب العربي… من نُهنئ ؟ ومن نُخاطب...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع
إقرأ ايضاً
الاستقلال .. بزوغ شمس الحرية .. بقلم الدكتور خالد عبدالله العوامله
الاستقلال ... بزوغ شمس الحرية ...... بقلم...