الرئيسية أخبار البلقاء رئيس مجلس محافظة البلقاء العواملة في بيان شكره : سلام يفيض من القلب إلى روح والدي قدوتي .. ولا أرجو سوى أن يكون جهدي برًا يمتد إليه في قبره

رئيس مجلس محافظة البلقاء العواملة في بيان شكره : سلام يفيض من القلب إلى روح والدي قدوتي .. ولا أرجو سوى أن يكون جهدي برًا يمتد إليه في قبره

169

البلقاء اليوم - بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ، وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي، إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ، وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ صدق الله العظيم.



#البلقاء #اليوم #السلط


في ختام فصل من فصول خدمتي العامة بصدور قرار حل مجالس المحافظات وانتهاء مهامي رئيسًا لمجلس محافظة البلقاء بعد ثلاثة سنوات ونيف لا يسعني إلا أن أستهل كلماتي بتوجيه عظيم الإمتنان لكل من منحني ثقته التي بفضلها كان لي شرف تمثيلكم وخدمتكم.
كما أتوجه بالشكر والتقدير لأبناء البلقاء جميعًا على تعاونهم المسؤول وحرصهم الدائم أن يكون العمل العام انعكاسًا لأولوياتهم وتطلعاتهم.



ويقينًا مني بأن الأمانة إذا عرضت لا ترد وإذا حُملت لا تساوم كنت كما عهدتموني وشهدتم عملي ما ادخرت جهدًا في سبيل خدمة الصالح العام ولم يعتريني وهن أو ضعف و لم أهادن و لم أجامل قط لتحقيق مصلحة ذاتية أو آنية. وما كنت في ذلك كله إلا كما أردت لنفسي ابن الميدان، وظل بابي على الدوام مفتوحًا وقلبي مُنفتحًا فما اتخذت من مكتبي حاجزًا يفصلني عنكم ولم يكن بيني وبينكم باب يغلق. وكانت خدمتكم تتجاوز الإجراءات والخطط لقناعتي الراسخة بأن من يتصدى للعمل العام إن لم يحمل وجع الناس ويجعل احتياجاتهم أولويته فليس له من المنصب إلا اسمه.
ولأجل ذلك اجتهدت أن يكون كل قرار نافذ إلى واقعكم وأن تتحول الخطط إلى أثر والموازنات إلى مشاريع تُرى وتُلمس ويُبنى عليها.




وإنني إذ أقف في هذا المفصل من المسيرة لا أرى ما مضى مجرد مشاريع وقرارات بل أراه وجوهًا التقيتها وأيادي صافحتها فكنتم القريبين الحاضرين في القلب والفكر.وكل ما تحقق لم يكن إلا ثمرة لهذا الإيمان المتبادل بين من حمل الأمانة ومن أوكلها إليه.
وإن أعظم ما خرجت به ليس الإنجاز فحسب بل هذا الرصيد من المحبة والعلاقة التي نشأت بيني وبين كل من رأى في هذا الموقع صوتًا لهم وصورة عنهم.
ولأن الإنجاز لا يُبنى بيد واحدة ولا تتحقق الأهداف بنوايا منفردة ولا يعلو الفرد في ميدان الخدمة إلا حين ينهض الجمع ولا يحقق أثرًا إلا حين تتحد الرؤى وتتضافر الأيادي.
وكما يقتضي مني واجب الوفاء والعرفان فإنني أتقدم بجزيل الشكر لزملائي الكرام أعضاء مجلس محافظة البلقاء الذين منحوني ثقتهم الغالية بانتخابي رئيسًا للمجلس وكانوا شركاء حقيقيين في حمل الأمانة.
اختلفنا في الرأي حين اقتضى الموقف واتفقنا حين نضج القرار وتباينت الآراء كما تتباين الاجتهادات الخيرة لكننا لم نضيع البوصلة ولا سمحنا أن يغلبنا الخلاف على المبدأ. فلكل زميل وزميلة منكم مكان في القلب وامتنان لا تفيه العبارات.
وإن من الإنصاف أن أسجل بالغ الامتنان للمجلس التنفيذي الذين كانت استجابتهم وتعاونهم ركيزة أساسية في تحويل الرؤية إلى واقع.
كما أخص بالشكر الكادر الوظيفي الجزء الذي لا يتجزأ من كل ما تحقق،الذين نهضوا بأدوارهم بإخلاصٍ وكفاءة فكانوا الركن الثابت في العمل والعون الصادق في لحظات الزخم والضغط .
أعلم يقينًا أنني أتعبتكم وفي الكثير من الأحيان أرهقتكم بحجم المتابعة ودقة المتطلبات.أودعكم اليوم وأحمل في قلبي تقديرًا عميقًا لعطائكم ودعاءً صادقًا بأن يكتب الله لكم التوفيق والسداد في مسيرتكم المهنية.
وإلى عائلتي التي كانت السند حين أثقلني الحمل والدعاء حين ضاق الطريق،شكرًا لصبركم على غيابي واحتوائكم لانشغالي وتفهمكم لما لم أقله، لكم مني دعاء القلب وشكر الروح ووفاء العمر كله.
وإذا كان لكل جهد ما يُشهد به فقد تمكنا بفضل الله أولًا ثم بتكاتف الجميع من تنفيذ مئات المشاريع بموازنة بلغت 36,478,000 دينار توزعت على 23 قطاعًا خدميًا وتنمويًا خلال ما يزيد عن 1229 يوم عمل فعلي بمتوسطٍ تجاوز عشر ساعات يوميًا توزعت على جميع ألوية المحافظة الخمسة دون تمييز ولا محاباة ولا استثناء.
وقد كانت هذه المشاريع محطات حقيقية غيرت في تفاصيل الواقع واستجابت لاحتياجات طال انتظارها وعبّرت عن فهم دقيق لأولويات الناس وأهمية أن يتحوّل القرار إلى خدمة واقعية يشعر بها المواطن في طريقه ومدرسته ومركزه الصحي ومحيطه اليومي.
لقد جاءت اللامركزية كترجمة عملية لرؤية سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله في تمكين المواطن من المشاركة الفاعلة في صياغة أولوياته.
ورغم ما اعترض التجربة من تحديات تشريعية معقدة وبيروقراطية منهكة وحجم موازنات لا تلبي حجم الطموح فإن ما أنجزناه في مجلس محافظة البلقاء يثبت أن هذا المشروع الوطني رؤية قابلة للنجاح والتأثير إذا ما قُرئت بإرادة صادقة وعُززت بصلاحيات كافية.
فقد فتحنا الباب أمام معالجة احتياجات المناطق الطرفية والبعيدة عن مراكز الخدمة وساهمنا في تجسيد العدالة التنموية في ألوية ومناطق البلقاء.
ولم نقف عند حدود مسؤوليات المجلس ومشاريعه بل كنا على الدوام نتابع بجدية ونتواصل بإصرار لنضمن للبلقاء حصتها المستحقة من الخطط والموازنات والمشاريع الكبرى،كانت متابعتنا وضغطنا لتحصيلها واجبًا وطنيًا وموقفًا ثابتًا وجهدًا دؤوبًا لترجمة العدالة التنموية إلى أثر ملموس في حياة الناس.
واستنادًا إلى ما عايشته من تفاصيل ميدانية وما راكمته من خبرة عملية مباشرة أوصي الحكومة أن يُمنح هذا المشروع ما يستحقه من تطوير وتشريعات تمكن المجالس من أداء دورها بفاعلية أكبر وتحول اللامركزية من تجربة إلى ركيزة ثابتة في مسيرة الدولة نحو التحديث والتنمية.
ومن رحم هذه التجربة وبدافع الوفاء ينبع الرجاء بأن يكون القادم أكثر نضجًا وأعمق أثرًا وأن يحمل الاستحقاق الانتخابي القادم وجوهًا تعبّر عن جوهر الكفاءة وتترجم الإرادة الشعبية إلى قرارات واعية تُلامس الإحتياجات .
فالموقع العام يتطلب من يتقدم إليه بروح الخدمة وبذهنية المسؤول ممن تزينه المعرفة وتعضده التجربة ويشهد له الميدان بالأثر والعمل.
وفي فضاء العمل العام تبرز الطاقات الشابة كعنصر قادر على ضخ الدماء الجديدة وبثّ الرؤية المتجددة في أوصال المجالس،فحين تتاح لها الفرص تُولد الأفكار والمبادرات ويُعاد تشكيل المشهد بروح تستمد قوتها من طموح لا يعرف حدودًا.
فلنمنح البلقاء من يستحق تمثيلها ومن يمتلك القدرة على تحويل الأمانة إلى منجز والصوت إلى حضور والفرصة إلى أثر.
وإذ أغادر اليوم موقع المسؤولية فإني أحمل معي ذكرى المواقف وملامح الوجوه وصوت الميدان ودفء الثقة التي منحتموني إياها،وإن كان الموقع عابرًا فإن العهد مع الوطن لا يزول وسأبقى ما حييت جنديًا مخلصًا تحت راية العرش الهاشمي بقيادة سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأدامه أبًا حانيًا على الأسرة الأردنية المحبة و قائدًا ملهمًا ومليكًا معززًا لأردن السؤدد والعز والكرامة.
والله نسأل أن يحفظ وطننا العزيز من كل مكروه وأن يمد شعبنا الواحد بالعزم والوعي والخير،وأن يوفقنا جميعًا لما فيه مرضاته.
وختامًا،،سلام يفيض من القلب إلى روح والدي قدوتي في خدمة الناس وسعة الصدر ورفق الخُلق،باسمه بدأت وعلى أثره مشيت،ولا أرجو سوى أن يكون جهدي برًا يمتد إليه في قبره ورحمة تثقل ميزان حسناته وغفرانًا يعمّ ما عجزت عنه أو قصّرت فيه وأن يكتب لي وله أجر السعي والمقصد.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا