البلقاء اليوم -
البلقاء اليوم -السلط
مرة أخرى كان على جلالة الملك أن يتدخل من أجل قصة بحجم إدارة جامعة. مجرد جامعة، يمكن أن تدار بأصابع اليد الواحد لو صلحت النوايا، لكن ربما ينشغل البعض بتحويل جامعاتنا إلى شركات ربحية تُدر على 'أصحابها' المؤقتين أموالا طائلة. وبينما تفتتح جامعات الدنيا في أسوارها مزيدا من المكتبات والمختبرات وغرف المحاضرات وتستقطب العلماء والباحثة والخبراء، تفتتح جامعاتنا أسواق الأحذية والملابس، وأرقى أنواع العطور، وتستثمر في كل متر فيها كأنها إدارة عقارات، وعندما تريد أن تستقطب من خارجها الكوادر البشرية الخبيرة تأتي بخبراء القناوي، ودكاترة المشاجرات، وشمّيمة الكيف، ليعيثوا في حرمها فسادا، ويروعوا طلبة ظنوا – وهذا إثم - أنهم إذ قدموا إلى الجامعة أرادوا العلم، والدرس. ما زالت طريق التعليم الجامعي في المملكة تواجه مسارب غير سالكة، مسالك من إرادات. إن كثيرا من المسؤولين تحوّلوا إلى أمثلة حية باعتبارهم نماذج معيقة للتطوير، في كثير من القطاعات الوطنية، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاكاديمية. وفي كل مرة سيكون على المواطنين الانصات بكثير من الاجلال للوصايا العشر التي يلقيها على مسامعهم هؤلاء المسؤولين في التلفزيون الوطني ووسائل الإعلام الاخرى. إن ما يقوم به هؤلاء المسؤولين هو عمليات إشغال للرأي العام بكلام 'كبير' يحمل مصطلحات رنانة، وهم يدركون الكوارث التي يزرعونها في خاصرتنا. هنا نَبَتَ عنف جامعي كالشجر في حرم الجامعات، وهناك راحت الأمية تنمو على حيطان مدارسنا حتى إذا أردت تجهيل شعب ننصحك بان تستورد له من مناهجنا وتشريعاتنا التربوية ما يعينك، وهناك حيث قصة القصص بطالة تتعفن تحت بساطنا الوطني، نشمّ خطرها وندرك مآلاتها، لكن لا أحد يفعل أمامها شيئا. كان اصطيادا موفقا للزميل صابر العبادي أبو بلسم وهو يستشهد في صفحته على الفيسبوك ببيت شاعرنا عرار حين قال: خلّ الجريمة إنّ سرّ وقوعها .. لو رحت تنشده تجده حكومي. لقمان اسكندر
