البلقاء اليوم - الاستاذ مطلب العبادي ....يكتب .... السحور.. وداعا يا صديقي
البلقاء اليوم ---السلط
بداية الصوم أواسط الستينات لشاب يافع، أو لم يصل سن المراهقة بعد ،صيامة ضرب من الاستغراب فالمقتدين لهذه الشعيرة قلة ،والافطار في عز النهار لبعضهم ليس حراما أو حتى عيبا ،فكثيرا ما كانت تُفرد الموائد ويُصنع الشاي، هكذا كانت الثقافة السائدة..
(عبدالهادي السعد الطواهية) تنتهي مهمته التنبيهية عند الافطار عندما ينادي بصوته الجميل الرفيع والمسموع (افطر يا صايم واجرك على الله) من أعلى قمة في (خربة عيرا) هكذا يحلوا لأصحابها تسميتها إلى هذا الزمان، (وين رايح؟؟ عالخربة،(من وين جاي؟؟) من الخربة، (من وين الصوت؟؟، من الخربة ...
أطول تعليلة في رمضان تنتهي قبل العاشرة ، بل إن الرواد من الجيران يميلون للنعاس واحدا تلو الآخر، ثم بعد ذلك ، (انا رايح أنام ) ، (تصبحوا بخير) ، حتى يتبقى آخر السهرانين ليستمتع بالمزيد من القصص والقصيد ، ويصل به الأمر أن يقال له من المعازيب باريحية وفكاهة (قوم روح ودنا ننام) (ورانا سحور) ...
عند السحور تكون الافاقة شبه تامة ، فأنوار الاسرجة تشع وتتسلل من فتحات البيوت، وصوت الصحون و(دك الببور أو البريموس) يصل لمسامع الجميع، وإن تأخر بعضهم تجري الافاقة المتبادلة بينهم ،(قوم يا أبو فلان) ،(أصح يا أبو فلان) ...
لم أسمع بالمسحراتي إلا لاحقا عندما زرت المدن الكبيرة، وفي جميع البلاد العربية، في الخليج والعراق ومصر سمعته بنفس النمط في الاردن ( يا صايم وحد الدايم) ، ( قوم لسحورك يا صايم) وبمرافقة الطبل والعصا، وفي (طرابلس الغرب) وفي (سبها) في جنوب ليبيا يجوبون الاحياء على شكل فرق موسيقية غاية في الروعة والجمال والصوت الجميل وبمرافقة الآلات الموسيقية...
في بداية التسعينات سمعت المسحراتي في الحي الذي أسكن فيه مرة او مرتين ، في المدينة العريقة (السلط) وريثة التراث الاردني ، ثم تلاشى التقليد بعد سنة أو سنتين وحل محله شخص كان يطرق على عمود من الكهرباء مجاور للبيت استمر لعدة سنوات ثم اختفى، كنت اتمنى رؤيته لاشكره...
صحيح أن وسائل التنبيه الحديثة من الساعة الرنانة إلى الهاتف المنبه حلت محل المسحراتي، الذي كان يطربنا بصوته وروحانيته، لكن المصيبة والخسارة هي زوال فترة السحور بحد ذاتها من على خارطة زمن رمضان، فعلى الرغم من انتظامي للسحور ونومي مبكرا، إلا أن فترة السحور هي فترة النوم عند الناس فلا صوت ولا صورة ولا ضجة سحور ولا مسحراتي ولا حاجة له، فالسهر طول الليل والسحور المتواصل، ثم النوم عند الفجر بل إن جُلهم يتركون صلاة الفجر، أيها السحور وداعا يا صديقي...يرحمك الله...
-
الدكتور هشام العميان .. يكتب .. من "عمّان حلوة" إلى "الأردن الأجمل": رؤية وطن للسياحة المستدامة
من عمّان حلوة إلى الأردن الأجمل: رؤية وطن... -
-
لبريد دولة الرئيس :المتسوق الخفيّ ضمن قانون خاص بقلم : أ .د. محمد ماجد الدَّخيّل
لبريد دولة الرئيس :المتسوق الخفيّ ضمن قانون... -
الدكتور محمد بزبز الحياري .. يكتب .. مبغوظة وجابت بنت
الدكتور محمد بزبز الحياريمبغوظة وجابت بنتفي... -
محمد عبدالله اسميك … إرث الخير ومسيرة العمل الممتدة لثلاثة عقود
#محمد #عبدالله #اسميك … إرث الخير ومسيرة العمل... -
راكان السعايدة .. يكتب .. "إسرائيل الكبرى" .. تهديد مباشر للأردن
إسرائيل الكبرى.. تهديد مباشر للأردن راكان... -
صوت الحق والإرادة: دعم المخيمات الفلسطينية لجلالة الملك عبد الله الثاني
صوت الحق والإرادة: دعم المخيمات الفلسطينية... -
الأستاذ حسين طبيش … رجل العطاء الذي لا يعرف حدودًا كتب: ليث الفراية
الأستاذ حسين طبيش … رجل العطاء الذي لا يعرف... -
ترحيب شعبي واسع بخالد الطراونه: نموذج للقيادة الفعالة في لواء عين الباشا
ترحيب شعبي واسع بخالد الطراونه: نموذج للقيادة...
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع
إقرأ ايضاً
الأستاذ ناصر الديك… عقلية استثنائية تصنع الفارق وتؤمن أن الإنجاز أبلغ من الضجيج كتب: الصحفي ليث الفراية
الأستاذ ناصر الديك… عقلية استثنائية تصنع الفارق...