الخميس ,28 مارس, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم ابراهيم قبيلات .. يكتب .. مات الرجل الشريف أسعد العزوني ..

ابراهيم قبيلات .. يكتب .. مات الرجل الشريف أسعد العزوني ..

787

البلقاء اليوم - مات الرجل الشريف أسعد العزوني..
ابراهيم قبيلات

البلقاء اليوم ----السلط



مات أسعد العزوني، مات وهو يصارع فايروس كورونا اللعين، مات وهو يصر على أن الفايروس محض افتراء لا أكثر.
وهذا نسيبي ابو خالد، محمد عبد الهادي الاقطش مات أيضا، بعد عمر حافل بالشقاء والتعب، وبدأت أصغر بناته، الجميلة رحمة باستقبال التعازي بعيون دامعة وقلب كسير .
سنموت نحن أيضا، المسألة مجرد وقت، كلنا نقف في صفّ بانتظار الموعد.
مات الصحافي أسعد العزوني وهو الذي حُرم من حضور المؤتمرات الصحافية لشخصيات رسمية امريكية لانه سأل يوما كولن باول وزير خارجية أمريكا في مؤتمر صحافي عقد في عمان بعد احتلال العراق عن تفسيره لازدواجية المواقف الأمريكية.
صرخ العزوني محتجا على السياسة الامريكية، فالنووي الذي تتذرع به واشنطن آنذاك لاحتلال العراق، هو نفسه عند كوريا الشمالية ولم تتجرأ واشنطن الا أن تتذلل لكوريا الشمالية بشأنه، وهو نفسه الذي تدلل به الاحتلال الصهيوني.
مات أسعد وهو الذي أغضب قومنا فمنعوه من حضور أي مؤتمر صحافي بعد ذلك.
مات ابو أحمد وهو الذي زاملته في "العرب اليوم" سنوات عديدة، حرص خلالها الزملاء؛ عماد السعايدة وحمد العثمان ومعتصم ابو جابر على تقديم وجبات دائمة من ضحك وقهقهات مع زميلنا العزوني في ردهات الجريدة ومكاتبها.
مات العزوني ولم يعد الى عزون بلدته في فلسطين المحتلة، الذي كان ينتظر العودة اليها.
مات العزوني الذي شكل علامة فريدة في الجسم الصحافي الأردني، حتى تحول الى شكل غريب عنها.
مات من منعته من نشر الكثير من كلماته وكلمات الحق التي كان يريد قولها، بعد أن قاضاني وإياه وزير الخارجية، أيمن الصفدي، خشية من القوانين والقضاء.
مات ذو الابتسامة الخجولة الذي حوّله حال أمته الى شخص سريع الانفعال.
مات رجل كتب وقال وحاول وفعل فيما أرى كل ما يستطيعه، وعلى الأقل صحافيا.
مات من خذلناه مهنيا، وكيف لا نخذله ونحن نخذل انفسنا كل يوم.
مات ابو احمد أسعد العزوني.

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا