الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
الرئيسية موقف البلقاء اليوم د.محمد بزبز الحياري/ قعدة الطف .. يكتب .. احمد منصور

د.محمد بزبز الحياري/ قعدة الطف .. يكتب .. احمد منصور

778

البلقاء اليوم - د.محمد بزبز الحياري/ قعدة الطف يكتب


احمد منصور


انتشر وعلى مستوى واسع مؤخرا فيديوهات للاعلامي المميز والمرموق احمد منصور مقدم برنامجي شاهد على العصر وبلا حدود عبر الجزيرة , هذه الفيديوهات محتواها حول زوال اسرائيل وتحديدا في العام ٢٠٢٧ ، وانا احترم هذا الاعلامي وكنت وما زلت من المتابعين لبرامجة بشغف نظرا لما يتمتع به من فكر ثاقب وحضور مميز في برامجه واسئلة وتعليقات تنم عن وعي وعمق تحليل مميز وحصافة اعلامية واحترام لنفسه وللمشاهد قل نظيرها بالاعلام العربي المتهالك والمهزوم وكذلك المأزوم .

لكن لكل جواد كبوة ولكل عالم زلة، واضيف بخصوص احمد منصور ، ان لكل اعلامي محترم هفوة.

لقد انزلق احمد منصور بشكل غير متوقع وانجرف نحو تيار الاوهام والعواطف الذي يميز العرب واصبح بصف وخندق واحد مع بعض المتفيقهين سياسيا ودينيا بتبني اوهامهم وهرطقاتهم حول زوال اسرائيل، فلا يملوا بين كل فترة واخرى للخروج بتحليلات مبنية على اوهام جمع وطرح ارقام يستنتجوا منها بطريقة فجة وواهية ليحددوا تاريخ زوال اسرائيل، ثم لايلبث تتابع الايام وتثبت هزلية تحليلاتهم وخزعبلاتهم، واني والله اشفق على المواطن العربي والاسلامي البسيط الذي سرعان ما ينجرف بتيار هذه التحليلات، لابل ويندفع بالترويج لها، ثم سرعان ما يصيبه الاحباط والخذلان فوق المتراكم لديه اصلا عندما تتضح حقيقة تحليلاتهم ويثبت فشلها.

تابعت الفيديوهات ورايت انه يعتمد في تحليلاته على كلام الشيخ المناضل احمد ياسين مع كل الاحترام لهذه الشخصية وتاريخها النضالي، وكذلك ادرج معلومات بديهية ومعروفة حول اليهود واسرائيل تاريخيا ، ثم الازمة السياسية التي تمر بها اسرائيل حاليا وجعل هذه المعلومات هي الادلة و المقوم الرئيسي لاقناعنا بصدق ومنطقية تحليله حول الزوال المقصود.

ُسُئلت جولدا مائير(رئيسة وزراء سابقة لاسرائيل) عقب حرب ٦٧ من احد الصحفيين:
هل تؤمنين بالكتاب المقدس(يقصد التوراة) ؟
اجابت نعم وربما اؤمن به اكثر منك، هنا سألها الصحفي، اذا لماذا نحارب جيراننا المسلمين والكتاب المقدس يخبرنا ان زوالنا على ايديهم؟
فاجابت: ذلك لانكم لم تفهموا الكتاب حقا، نعم زوال اسرائيل على ايديهم واقع لا محالة ، لكن فاتكم ان الكتاب حدد شرطا ولم يحدد وقتا، الشرط ان هذا الزوال لا يكون الا على ايدي عباد مؤمنين اولي باس شديد ، فهل تراهم الان على الساحة ليصيبك هذا الهلع و القلق حول زوال اسرائيل؟ ثم استطردت ، مهمتنا الان والاجيال القادمة باسرائيل ان نعمل بكل كد ودأب على عدم وصول او على الاقل تأخير وصول هؤلاء العباد المؤمنين اولي الباس الشديد الى سدة الحكم والقرار ما استطعنا ، وان نقنع الشعوب ان هؤلاء المؤمنين خطر عليهم انفسهم قبل ان يكونوا خطر علينا ، وبقدر عملنا واجتهادنا و اقناعنا للشعوب بذلك، تستمر دولتنا وتكون هي الاعلى ، وتختم جولدا مئير وتقول، صراعنا معهم عقائدي وفكري وليس منازلات وحروب.

هذا الزوال واسبابه تؤكده معتقداتنا الاسلامية لكني ساكتفي بمعتقداتهم ولا اضيف شيئا على كلام جولدا مئير بالرد على احمد منصور، فهل ترى يا احمد منصور ان هؤلاء العباد المؤمنين ٱولي الباس الشديد هم في سدة الحكم الان، او على الاقل لهم فرصة في الافق المنظور للوصول لذلك؟ (هذا هو السؤال المطروح برسم التحليل والاستنتاج) واعتقد ان الفرصة لن تتهياء لاستلامهم الا باستراتيجيتين رئيسيتين على مستوى الامة الا وهما " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم" كخطوة اولى لافراز هؤلاء العباد المؤمنين ذوي الباس الشديد، ثم تكملها استرتيجية " واعدوا لهم".

بهذا يتحقق الوعد الالهي بالزوال الوارد بالكتب المقدسة وليس بالتحليلات الشعبوية المتهالكة والله اعلم.

د.محمد بزبز الحياري/قعدة الطف

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع

البلقاء اليوم بالارقام

اسرار المدينة

شخصيات المحافظة

مقالات

هموم وقضايا